ضوابط اللاعب الخليجي
يجتمع في منتصف يونيو الجاري رؤساء لجان الاحتراف في الاتحادات الخليجية لكرة القدم.
ـ ننتظر الكثير من هذا الاجتماع خصوصاً على صعيد تطوير وتفعيل مفهوم الاحتراف (الحقيقي) في منطقة الخليج.
ـ لكنني كنت سعيداً للغاية وأنا أسمع الدكتور عبدالله البرقان رئيس لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم يؤكد أن الاجتماع الاحترافي الخليجي سيناقش موضوع مشاركة اللاعب الخليجي في دوريات المنطقة دون اعتباره محترفاً أجنبياً.
ـ أفاخر بأنني ربما أول أو أكثر (ومنذ سنوات عديدة) من طالب بضرورة معاملة اللاعب الخليجي معاملة اللاعب المواطن مثلما هو معمول به في أوروبا حيث يلعب الأوروبيون في الأندية الأوروبية كلاعبين محليين وهو ما ساهم كثيراً في رفع مستوى الكرة الأوروبية على مستوى الدول المتقدمة كروياً وكذلك الصاعدة.
ـ بالنسبة للدول المتقدمة زاد تطورها لأنها باتت تتعاقد مع لاعبين أوروبيين متميزين (من الدول غير المتقدمة كروياً في أوروبا) إلى جانب عدد من المحترفين الأجانب (غير الأوروبيين) وتحديداً من أمريكا اللاتينية وباتت فرق إسبانيا وإنجلترا وألمانيا وفرنسا هي الأقوى عالمياً.
ـ أما الدول الأوروبية الصاعدة (البوسنة والهرسك ورومانيا وبولندا وكرواتيا وغيرها) فاستفادت منتخباتها من كون لاعبيها يشاركون في أقوى دوريات أوروبا فارتفع المستوى الفني للاعبي هذه الدول.
ـ نحن في دول الخليج تأخر تطور مستوى الكرة لدينا رغم أننا نملك وسائل التطوير سواء على صعيد الإمكانات المالية أو عشق شباب المنطقة لكرة القدم وهما عاملان ربما ساهما ولو بشكل محدود في تطوير الكرة الخليجية خلال العقود الماضية.
ـ لكننا حتى اليوم لم نستثمر (مثلما فعلت أوروبا) حرية انتقال اللاعبين بين دول المنطقة وهو ما ستتم دراسته خلال اجتماع لجان الاحتراف الخليجية المقبل.
ـ لن أكون أكثر حرصاً أو دراية من رؤساء لجان الاحتراف بشأن هذا النظام ومتطلبات تطويره أو بخصوص السماح للاعب الخليجي التنقل بحرية بين دول المنطقة.
ـ لكن هذا لا يمنع أن نطرح (كنقاد) رؤيتنا ومقترحاتنا التي قد تفيد رؤساء اللجان قبل اجتماعهم بل أتصور أنهم (أي الرؤساء) يحتاجون وينتظرون هذه الرؤى والمقترحات.
ـ من وجهة نظر شخصية أتمنى أن يؤخذ في الاعتبار (النسبة والتناسب) عندما يتم النظر في مشاركة اللاعب الخليجي في دوريات المنطقة.
ـ أقصد بالنسبة والتناسب عدد السكان (وبالتالي عدد الأندية واللاعبين) وهي نسبة متفاوتة بشكل كبير للغاية بين دول المنطقة ولا أبالغ إذا قلت إن عدد لاعبي كرة القدم (السعوديين) المسجلين في الأندية السعودية يتجاوز عدد لاعبي الخليج مجتمعين في دول الخليج الخمس الأخرى (الكويت وعمان والإمارات وقطر والبحرين).
ـ بل إن عدد الأندية السعودية (الرسمية) التي تمارس كرة القدم يمثل أكثر من 3 أضعاف أندية الخليج مجتمعة.
ـ من هذا المنطلق يجب أن يكون انتقال اللاعبين بين الدول حسب نسبة عدد الأندية واللاعبين وهذا من شأنه أن يسمح بانتقال اللاعبين (الأكثر عدداً) من السعودية للدول الخليجية وهذا سيساهم في رفع مستوى الكرة الخليجية.
ـ بالنسبة لدول الخليج (قليلة الأندية وعدد اللاعبين) لا يمكن لها أن تسمح بحرية الانتقال (عدداً) لأن ذلك لو حدث فلن يبقى لاعب خليجي في تلك الدول؛ فاللاعب يبحث دوماً عن الدوري القوي والمال وكلاهما متوافر في الملاعب السعودية.
ـ قد يكون المال متوافراً بل ووفيراً جداً في الإمارات وقطر ولكن مستوى الدوري ليس بقوة وإثارة الدوري السعودي وبالتالي سيحرص لاعبون قطريون وإماراتيون على الانتقال للملاعب السعودية بحثاً عن الإثارة وقوة الدوري وبالتالي رفع مستوياتهم الفنية.
ـ جانب مهم للغاية يجب أخذه بالاعتبار عند إقرار حرية انتقال اللاعب الخليجي بين دول المنطقة وهو يتعلق بكيفية السيطرة على العقود المالية إذ إننا نعلم أن الملاءة المالية لأندية المنطقة تختلف بشكل كبير.
ـ لا أعتقد أن أندية البحرين والكويت وعمان ستكون قادرة على منافسة أندية السعودية والإمارات وقطر (على الصعيد المالي) وبالتالي لن تجد أندية دول البحرين وعمان والكويت اللاعب (الخليجي) الذي يرغب في اللعب لها طالما أنه يجد عروضاً مالية مغرية من أندية سعودية وقطرية وإماراتية وهو ما يحدث حالياً على مستوى المحترفين غير الخليجيين إذ إن أندية البحرين وعمان والكويت لا يمكنها منافسة أندية السعودية والإمارات وقطر في موضوع التعاقد مع محترفين غير خيلجيين.
ـ أتمنى التوفيق لرؤساء لجان الاحتراف الخليجية في اجتماعهم القادم لكنني أؤكد عليهم (من أجل نجاح فكرة عدم اعتبار اللاعب الخليجي محترفاً أجنبياً) ضرورة الاهتمام بجانبين:
ـ النسبة والتناسب وكذلك العقود المالية.