الانضباط وردة الفعل
أعود من جديد للحديث عن موضوع سبق أن طرحته في هذه المساحة في أكثر من مناسبة.
ـ أتحدث عن ردة فعل (بعض اللاعبين) تجاه فعل صدر تجاههم من لاعب منافس.
ـ حكام المباراة (قد) يصطادون ردة فعل اللاعب فينال عقابه سواء بالبطاقة الصفراء أو الحمراء.
ـ وإذا لم يصطد الحكام ردة الفعل فإن لجنة الانضباط (بالمرصاد) لمعاقبة اللاعب على (ردة) فعله وستكون العقوبة قاسية جداً.
ـ لست هنا بالمدافع عن اللاعب الذي تبدر منه (ردة) الفعل بل أؤيد معاقبته لأن عليه أن يتحمل ويتحلى بالأخلاق وليس هو من يملك حق العقاب وليس من المنطق أن يأخذ حقه بيده فلسنا في غابة بل في ملعب لكرة القدم يحكمه عدد من الحكام ويراقبه عدد من اللجان.
ـ لكن لا بد أن يكون الحكام وكذلك لجنة الانضباط حاضرين ومتابعين بدقة (لكل) ما يحدث داخل الملعب وأن يرصدوا (الفعل) مثلما هم راصدون بدقة وحزم (لردة) الفعل.
ـ تعلمنا من علم الفيزياء (أن لكل فعل ردة فعل مساوياً له في المقدار ومعاكساً له في الاتجاه).
ـ لكن في كرة القدم (تطور) هذا القانون الفيزيائي وباتت ردة الفعل (أقوى) من الفعل نفسه ومن هنا أصبحت العقوبات قاسية للغاية لأن ردة فعل اللاعبين تكون في غالب الأحيان عنيفة للغاية إما لأنهم لا يتحملون الفعل أو لأنهم يشعرون بالقهر من عدم رؤية الحكام (للفعل) الذي صدر من منافسهم.
ـ يتحمل الحكام (حكم المباراة والمساعدون والحكم الرابع) مسؤولية كبيرة في عدم رصد (الفعل) الذي قد يكون مشيناً أو عنيفاً ويصدر من بعض اللاعبين.
ـ لكن قد لا يلام الحكام بشكل كبير كونهم مطالبين باتخاذ القرار في جزء من الثانية وهذا يسمح لهم بعدم رصد كل ما يدور في الملعب.
ـ لجنة الانضباط هي الأخرى قد (لا تلام) في رصد كل الحالات لأنها تعتمد في قراراتها على ما تعرضه القناة الناقلة للمباراة وهي (أي القناة) قد لا تملك القدرة على رصد كل ما يحدث في كل أرجاء الملعب.
ـ لكن لجنة الانضباط (تلام) وبشكل أكبر من الحكام لأنها عندما تتخذ عقوبة انضباطية تجاه لاعب صدر منه (ردة) فعل تجاه (فعل) والفعل وردته تكون قد اتخذت قرارها حسب (ما رصدته كاميرات القناة الناقلة) ومع ذلك تكتفي لجنة الانضباط بمعاقبة اللاعب الذي صدرت عنه (ردة) الفعل بينما ينجو من العقوبة من قام بالفعل.
ـ أكرر القول إننا لا نطالب لجنة الانضباط برصد كل ما يدور في الملعب لأنها محكومة بما يرد إليها من دلائل ووثائق (غالباً عبر الناقل الرسمي) لكننا نطالبها بالتريث (وليس التأخر وهناك فارق كبير بينهما) قبل أن تعاقب من صدر عنه (ردة الفعل).
ـ على اللجنة أن تحكم (العقل) وتسأل (لماذا صدر هذا التصرف من هذا اللاعب؟) وتحاول جاهدة البحث عن (الفعل) الذي تسبب في إحداث تلك الردة.
ـ حينها تجب معاقبة من قام بالفعل ومن أحدث الردة لأن (الأول) تصرف بروح غير رياضية و(الثاني) لم يتحمل الفعل ونصب نفسه حكماً وقاضياً.
ـ باختصار ووضوح أقول لماذا احتاجت لجنة الانضباط لإعادة فتح (ملف) إيقاف لاعب الاتحاد مونتاري بعد أن بثت الجماهير ما يثبت أن ما صدر عنه كان (ردة) فعل لفعل مشين صدر من لاعب الوحدة.
ـ عندما شاهدت لجنة الانضباط (ردة) فعل مونتاري ألم تشاهد (فعل) لاعب الوحدة؟ أمر يثير الاستغراب.
ـ هل كانت الجماهير (بتلك الصور) أكثر دقة ومتابعة وحرصاً من لجنة الانضباط.
ـ على اللجنة (مستقبلاً) أن تتريث بدلاً من (الركض) لإيقاف (فقط) من صدرت عنه (ردة) الفعل وترك صاحب (الفعل) دون عقوبة.
ـ نعم نطالب (بسرعة) اتخاذ قرارات العقوبات من قبل لجنة الانضباط لكن دون أن يكون ذلك على حساب (نقص) أو (غياب) لعقوبة أحد أطراف المشكلة.
ـ يجب التمييز بين (السرعة) و(التسرع) من قبل لجنة الانضباط.
ـ أخيراً أتمنى من اتحاد الكرة (المنتخب) أن يعلن (رسمياً) حجم المبالغ التي دخلت خزينته من عقوبات لجنة الانضباط منذ بدء المجلس دورته؟ وأين تم صرف هذه المبالغ الضخمة؟