اتحدوا لترأسوا
انتهى سباق رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA وفاز السويسري انفانتينو بالرئاسة ليخلف مواطنه بلاتر وتستمر رئاسة إمبراطورية كرة القدم سويسرية.
** انفانتينو هو الرئيس التاسع للاتحاد الدولي لكرة القدم لتحتكر أوروبا هذا المنصب، إذ إن البرازيلي جواو هافيلانج كان الوحيد من خارج القارة الأوروبية الذي تبوأ هذا الكرسي.
** قلت في مرات عديدة إنني أتمنى أن يصل لرئاسة FIFA الشخصية القادرة على تطوير كرة القدم بعيداً عن أي عاطفة كانت سواء تجاه شخص المرشح أو قوميته.
** صناديق الاقتراع منحت الكرسي للسويسري انفانتينو وعلينا (إذا كنا نؤمن بالديمقراطية) أن نقبل نتائج الاقتراع ونهنيء الفائز بل ونقف خلفه ندعمه في مهمته رئيساً لأكبر منشأة كرة قدم في العالم لأنه لو فاز أحد المرشحين العربيين كنا سنطالب بقية دول العالم بالتهنئة والدعم.
** وإذا كان العرب قد تمنوا فوز مرشح عربي فهم لم يخسروا كل شيء، فالفائز السويسري انفانتينو له علاقة جذرية وقوية بالعرب، إذ إن زوجته عربية هي اللبنانية لينا الأشقر التي كانت قبل 15 عاماً تعمل سكرتيرة في الاتحاد اللبناني لكرة القدم.
** فعلاً وراء كل رجل عظيم امرأة....هذه المرة امرأة عربية وراء فوز سويسري برئاسة FIFA.
** أعود ليوم الاقتراع وأقول إنني توقعت فوز السويسري باللقب مع منافسة شرسة مع البحريني سلمان آل خليفة، وتوقعي بفوز السويسري انطلق من دعم أوروبي وأمريكي جنوبي بينما يبقى للمرشح البحريني بعض الدول العربية والآسيوية فقط لغياب تأثير سلمان آل خليفة (الإعلامي) على أصوات إفريقيا وأمريكا الجنوبية.
** حتى الأصوات التي ذهبت لعلي بن الحسين في الجولة الأولى ذهبت للسويسري في الجولة الثانية ولم تذهب للبحريني كما توقع كثيرون، وفي تصوري أن السبب هو غياب قوته الإعلامية.
** قلت قبل الانتخابات إن أول بوادر خسارة المرشحين العربيين هي وجودهما (سوياً) في السباق، إذ إن ذلك سبب انقساماً حاداً ولو اكتفى العرب بمرشح واحد لفاز من البداية (112 صوتاً) على اعتبار أن أصوات المرشحين (آل خليفة وابن الحسين) ستذهب لمرشح واحد فقط.
** أما لماذا ذهب المرشحان فهنا بيت القصيد وهو أمر ليس بجديد بل هو استمرار للانقسام العربي في كل المجالات وليس فقط في مجال الرياضة.
** لن نتحدث عن بقية المجالات لأن مجالنا هو كرة القدم.
** ذهاب آل خليفة وابن الحسين إلى زيوريخ نتاج طبيعي لغياب الاتفاق والاتحاد العربي بل هو نتاج طبيعي للانقسام والفرقة.
** كلمة (لو) هي من عمل الشيطان لكنني أجد نفسي مضطراً لاستخدامها في هذا الموقف.
** لو أن الأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله) مازال بيننا لما ذهب آل خليفة وابن الحسين إلى زيوريخ ولإكتفى العرب بمرشح واحد يصوت العرب كلهم له بل سيجد المرشح العربي عشرات الأصوات الأفريقية والآسيوية وربما من أمريكا الجنوبية.
** عندما كان الأمير فيصل بن فهد بيننا كانت كلمة العرب (على الأقل الرياضية) موحدة ومتحدة ولا يجرؤ من يخرج على الوحدة العربية الرياضية.
** عندما كان الأمير فيصل بن فهد بيننا كان التأثير العربي قوياً جداً على العديد من اتحادات كرة القدم على مستوى العالم، بل إن الأمير فيصل بن فهد كان يملك تأثيراً قوياً على التصويت لرئاسة FIFA، ولا أنسى أن بلاتر كان قبل كل استحقاق انتخابي يبدأ جولته بزيارة المملكة، لأنه يعلم جيداً أن الأمير فيصل بن فهد يملك قدرة كبيرة على حشد الأصوات له (أي لبلاتر).
** رحل فيصل بن فهد (وهذا هو القدر) الذي علينا أن نتقبله، لكن على العرب أن يبحثوا عن شخصية قوية تماثل (ولو بشكل بسيط) شخصية الأمير فيصل بن فهد.
** حينها سيكون العرب (الرياضيون) متحدين....كلمتهم واحدة...ومرشحهم واحد.
** اتحدوا لترأسوا كل المؤسسات والمنظمات الإقليمية على مستوى العالم (في كل المجالات وليس كرة القدم فقط) فأنتم (أيها العرب) كثيرون ومؤثرون....لكن متى تتحدون؟