انضباط الانضباط
مثلما انتقدنا لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم في أكثر من مناسبة علينا أن نشيد بها عندما تتخذ قراراً إيجابياً يمنحنا الأمل بأنها ستكون بالفعل لجنة منضبطة.
ـ بعد أقل من 48 ساعة من انتهاء مباراة الأهلي والتعاون أصدرت اللجنة قراراً انضباطياً بحق لاعب الأهلي حسين المقهوي عندما (خربش) بأسلوب غير رياضي ولا حضاري وجه المحترف البرازيلي في صفوف التعاون.
ـ بعيداً عن الأسباب التي دفعت المقهوي لذلك التصرف المشين فإنه ليس من المنطق أن يأخذ حقه بيده وكأننا في دوري للأحياء.
ـ أما لجنة الانضباط برئاسة الدكتور خالد بانصر فنسجل لها الإعجاب ونقدم لها الشكر لمسارعتها باتخاذ القرار في حالة واضحة لا تحتاج إلى انتظار تقارير ولا لتأخير في اتخاذ العقوبة المناسبة.
ـ في مرات سابقة كنا ننتقد لجنة الانضباط (بمختلف رؤسائها) لتأخرها وترددها في اتخاذ قرارات تجاه سلوكيات غير انضباطية (واضحة للجميع) تبدر من قبل بعض اللاعبين وكنا لا نجد أي عذر أو مبرر منطقي لتأخر اللجنة بل وفي بعض الأحيان تجاهلها لحالات تستحق بالفعل العقوبة الانضباطية.
ـ أتمنى أن تكون اللجنة الحالية قد اتخذت لها مساراً مخالفاً لما سبقها من لجان وأن تكون حاسمة بسرعة اتخاذ العقوبة دون (ارتعاش) من إعلام أو جماهيرية هذا النادي أو النجم أو ذاك.
ـ وكما قلت في مقالة سابقة إننا نريد أكثر من لجنة احتراف في الاتحاد السعودي (بمفهوم العدالة والحسم والحزم) فإنني اليوم أشيد بلجنة الانضباط متمنياً أن تسير على هذا النهج وهو سرعة معاقبة الخارجين على الروح الرياضية.
ـ وطالما أننا نتحدث عن عقوبات لجنة الانضباط فإن معظم التصرفات التي تصدر من قبل اللاعبين المعاقبين تكون (في الغالب) ردة فعل تجاه حركة صدرت من اللاعب المنافس.
ـ لست مبرراً لمن يخرج عن الروح الرياضية وتعاقبه لجنة الانضباط ولا مؤيداً له عندما يسيء التصرف مع لاعب استفزه إنما أطالب الحكام (وبالذات المساعدون والحكم الرابع) أن يكونوا أكثر يقظة وعوناً لحكم المباراة في متابعة ما قد يصدر من تصرفات تجبر بعض اللاعبين على الخروج عن الروح الرياضية كردة فعل وينال بموجبها عقاباً من لجنة الانضباط.
ـ كمثال وللتوضيح فقط ولأننا في الحديث عن تصرف حسين المقهوي (المرفوض) هل يعقل أن المقهوي (خربش) وجه اللاعب البرازيلي دون سبب.. لا أعتقد ذلك.. لماذا اللاعب البرازيلي بالذات، ربما أنه أبدى تصرفاً أزعج المقهوي فبادر بخربشة وجهه في تصرف لا يعكس الروح الرياضية.
ـ أين كان الحكم المساعد من مراقبة احتكاكات اللاعبين.. إلا إذا كان ما حدث بينهما لم يكن تصرفاً يشاهده الحكم إنما كلام لا يمكن للحكم أن يسمعه.
ـ على الحكام أن يتابعوا بدقة تصرفات اللاعبين بعيداً عن الكرة لنوقف أي ممارسات تقود لقرارات انضباطية.. وفي الوقت نفسه على اللاعبين ضبط النفس وعدم المبادرة بردة فعل لأن هناك كاميرات ولجنة انضباط ترصدهم.
ـ ولأنني تطرقت في حديثي إلى الحكام فإنني استغرب أن تسند لجنة الحكام قيادة مباراة الاتفاق والنهضة إلى الحكم تركي الخضير.
ـ الخضير قاد مساء الأربعاء الساعة 8:30 لقاء الوحدة والهلال في مكة (أقصى الساحل الغربي) وفي مساء السبت الساعة 7:10 لقاء الاتفاق والنهضة (أقصى الساحل الشرقي).
ـ أي أن الخضير قاد خلال أقل من 72 ساعة مباراتين المسافة بينهما 1500 كيلومتر.. خلاف إرهاق السفر فالحكم ركض في مباراة الوحدة والهلال ما يجعله مرهقاً للركض في مباراة أخرى خلال أقل من 72 ساعة.. ولا أعتقد أن لجنة الحكام لا تملك حكماً قديراً يقود ديربي الدمام سوى تركي الخضير.
ـ ربما هذا السبب الرئيس الذي جعل الخضير غير موفق في قيادة لقاء الاتفاق والنهضة.