2015-12-30 | 02:40 مقالات

ثقافة مجتمع يا هريفي

مشاركة الخبر      

أتفق مع النجم فهد الهريفي عندما قال (مشكلتنا في النصر صار أي شخص محصوراً بين خيارين لا ثالث لهما يا مع فيصل بن تركي أو ضده فأي واحد ينتقد الأخطاء فمعناه ضد فيصل بن تركي!)، لكنني أختلف مع فهد في أن هذا يحدث في نادي النصر فقط.
ـ الاختلاف حول موضوع (نقدي) والانتهاء إلى مع أو ضد هو ثقافة مجتمع بأكمله وليس في المجال الرياضي أو نادي النصر فقط.
ـ عندما تنتقد إجراءً ما في وزارة التعليم أو الصحة على سبيل المثال فهنا ينقسم الناس إلى فئتين.. فئة تتهمك بأنك ضد الوزير وتسعى لإسقاطه لأنك ربما لم تستفد منه.. وفئة أخرى تصفق لك لأنك انتقدت الوزير، الفئتان تناستا (الأهم) وهي الجزئية التي وجهت نقدك نحوها.
ـ الحقيقة أنك لم تنتقد (الوزير) بل انتقدت (عمله) وهنا الوعي الثقافي الذي نفتقده كثيراً في تعاملنا مع قضايا الحياة والمجتمع.
ـ عندما ينتقد كثيرون ممارسات أو إجراءات تهم حياة المواطن سواء عبر الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي فإن (غالبية) المجتمع تخرج من موضوع النقد إلى الشخصنة.
ـ بمعنى أن هذه الأغلبية تنسى ما انتقده النقاد وهل هو فعلاً يستحق النقد ومن ثم يستوجب التقويم والإصلاح أم لا؟ وتذهب هذه الأغلبية إلى (شخصنة) الموضوع وأن ذلك المنتقد لا يهدف إلى إصلاح الحال والخلل بقدر ما هو (يصطاد) بهدف الإساءة للشخصية المسؤولة عن العمل محل النقد.
ـ أعود لموضوع ووجهة نظر الهريفي وأقول إن الممارسة ذاتها يا فهد موجودة في كل الأندية السعودية فعندما تأتي إدارة جديدة أو جهاز تدريبي جديد فبكل أسف نجد أن تناول النقد وتقييم الأمور ينطلق من مبدأ (مع أو ضد) أي مع الإدارة والجهاز الفني أو ضدهما ويبدأ السجال بين الطرفين مع تجاهل تام لتقييم (عمل) تلك الإدارة أو ذلك الجهاز الفني.
ـ لن أضرب أمثلة أو أحدد أندية لكنني أؤكد أن هذا المفهوم موجود (بكل أسف) في كل الأندية السعودية لأنه نتاج ثقافة مجتمع نحتاج إلى وقت طويل حتى تتغير هذه الثقافة ونبدأ حينها نفهم بأن النقد موجه نحو (العمل) وليس (الأشخاص).
ـ وطالما أن الحديث انطلق من النجم فهد الهريفي فلا بد لي هنا من إبداء استغرابي حول ما يثار ضد هذا النجم من قبل (بعض) الجماهير النصراوية عندما يبدي (أي الهريفي) رأياً حول أداء فريق النصر وهو رأي يقبل كل الاحتمالات وفي النهاية ما يقوله الهريفي يمثل وجهة نظر يجب احترامها بغض النظر اتفق معها البعض أو رفضها.
ـ لماذا يخرج البعض عن (لب) الموضوع الذي ينتقده الهريفي ويذهبون نحو أمور شخصية كموضوع مهرجان اعتزاله أو علاقته برئيس نادي النصر أو بحثه عن منصب في الفريق الكروي؟
ـ من المفترض أن تحاور جماهير النصر (المختلفة مع الهريفي) هذا النجم في الموضوع الذي ينتقده دون اجتهادات وتأويلات تخرج بالموضوع عن أهدافه.
ـ أما نصراوية الهريفي وإخلاصه وعشقه للكيان فلا أعتقد أن أحداً يشكك فيها أو يزايد عليها.
ـ فقط ناقشوه حول آرائه.. فإما يقنعكم أو تقنعوه.. وربما لا هذه ولا تلك وتبقى آراء تحترم من منطلق احترام وجهة نظر الآخرين واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.