2015-12-10 | 02:35 مقالات

لا تحدي.. ولا مفاجأة

مشاركة الخبر      

لا أتفق كثيراً مع من يرون أن تعادل فريق كهجر أو الرائد أو نجران أو غيرها من فرق الوسط والقاع مع فرق المقدمة الكبيرة كالنصر والهلال والأهلي والاتحاد أو حتى إحراجها حتى آخر اللحظات يعد مفاجأة..
ـ عندما تنجح فرق الوسط والقاع (أو الفرق الصغيرة كما يسميها البعض) في إحراج فرق المقدمة (أو الفرق الكبيرة كما يسميها البعض) فهي تفعل ذلك لأنها تطورت وليس من باب المفاجأة..
ـ أتصور أن الفارق (اليوم) بين هاتين الفئتين هو فارق مالي وجماهيري وإعلامي منح فئة الفرق الكبيرة (فرصة) التفوق على فئة الفرق الصغيرة وهذا عبر الإعلام وقوة النفوذ، أما على أرض الملعب فقد اختلفت الأمور كثيراً (اليوم) عما كانت عليه بالأمس..
ـ منذ أقر نظام الاحتراف والاستعانة بالمحترف غير السعودي باتت الفجوة (الفنية) بين الفئتين تتضاءل مع استمرار الفجوة (المالية) لمصلحة فئة الفرق الكبيرة..
ـ قبل الاحتراف ومشاركة المحترف غير السعودي كانت فرق الفئة الصغيرة لا تملك الحيلة للتفوق على فرق المقدمة أو حتى إحراجها بل إنها كانت تخسر بالخمسة وربما بالثمانية وبالفعل عندما تكون النتيجة تعادلاً أو فوزاً صعباً بهدف تكون مفاجأة..
ـ مع إقرار الاحتراف ومشاركة المحترف غير السعودي بدأت أندية الفئة الصغيرة تستفيد من تسرب اللاعبين من الأندية الكبيرة خصوصاً أن اللاعبين المتسربين يتفوقون فنياً على لاعبي الفرق التي انتقلوا إليها إلى جانب أنهم يسعون لإثبات الوجود بعد الإبعاد من الأندية الكبيرة لذلك باتوا إضافة لفرق الفئة (الصغيرة)..
ـ أيضاً فرق هذه الفئة أصبحت تدعم صفوفها بمحترفين أجانب غير باهظي الثمن وليسوا بمشهورين لكنهم يتناسبون مع حاجة الفريق الفنية ويحققون المراد من التعاقد معهم ويساهمون في حمل الفريق..
ـ أما الفرق الكبيرة فراحت تصرف الملايين وتتعاقد مع أسماء لامعة لكن (معظم) تلك الأسماء ظلت غير قادرة على تقديم الفائدة المرجوة منهم مقارنة بالمردود الفني الذي يقدمه المحترفون الأجانب لفئة الأندية الصغيرة (وهنا أتحدث نسبة وتناسب) على صعيد المردود الفني..
ـ بمعنى أن محترفاً كجهاد الحسين يقدم للتعاون (فنياً) مردوداً أعلى بكثير مما يقدم أي محترف أجنبي في أي ناد آخر وليس لأن الحسين أفضل منهم إنما لأن الحسين يتناسب مع حاجة فريق التعاون ويتفوق فنياً على لاعبي الفريق وبالتالي يكون مردوده هنا كبيراً..
ـ جانب آخر منح فئة الفرق الصغيرة فرصة التطور وبالتالي إحراج الفرق الكبيرة وهو الجانب المالي.. الفرق الكبيرة تصرف الملايين على الصفقات الضخمة دون أن توفر مستحقات اللاعبين المحليين وهذا بات يؤثر على عطائهم الفني بل وربما انقساماً داخل الفريق..
ـ بينما فئة الفرق الصغيرة تصرف مبالغ على قدر استطاعتها وتوفر للاعبيها مستحقاتهم دون تأخير ومن هنا تصبح الأجواء المتوفرة تساعد على التألق والتفاني والعطاء..
ـ باختصار هذه وجهة نظري حيال ما يحدث في دوري جميل بل وهو يحدث ربما في كثير من دوريات كرة القدم العالمية..
ـ الاحتراف ومشاركة المحترف الأجنبي قلل كثيراً من الفوارق الفنية بين الفئتين ولا أرى أن هناك أي مفاجآت وإحراجات بل إن ما يحدث هو انعكاس طبيعي لكيف تجري وتدار الأمور في الفئتين..
ـ حتى في الدوريين الإنجليزي والإسباني يحدث ذلك.