التحكيم مع وضد الجميع
عندما يكون الحديث عن أخطاء التحكيم قد يبرز أحد الحكام أو المنتمين للجنة الحكام أو حتى لسلك التحكيم بأكمله مدافعاً (وهذا أمر طبيعي أن يدافع كل عن مهنته) قائلاً إن الجميع يستفيد ويتضرر من أخطاء التحكيم.
ـ ربما يذهب أبعد من ذلك ويبدأ يستشهد بأمثلة من الأخطاء التحكيمية وكيف أن الأندية بل ربما نفس النادي المتضرر اليوم يستفيد في الغد.. دون أن يعلم أن هذه الأمثلة (تدين) الحكام ولا (تنصفهم).
ـ فعلى سبيل المثال يقول ذلك الحكم مدافعاً عن الحكام والتحكيم (فريق الاتحاد تضرر من أخطاء التحكيم عندما استقبلت شباكه هدفاً غير شرعي أمام القادسية لأن الكرة تجاوزت الحد النهائي للملعب).
ـ ثم يقول (نفس النادي الاتحاد استفاد من خطأ تحكيمي مشابه عندما احتسب له هدفاً غير شرعي من كرة تجاوزت الحد النهائي).
ـ محزن جداً عندما تكون مثل هذه المواقف والأمثلة فرصة لإقناع الناس بأن الأندية تتضرر وتستفيد من أخطاء التحكيم.
ـ المؤلم والمحزن هنا أن الحكام لا يستفيدون ولا يعتبرون من أخطائهم أو أخطاء زملائهم وهنا الكارثة فالحكم الذي لا يصحح أخطاء أو لا يسعى لتفادي أخطاء سبق أن وقع بها زملاؤه هو حكم لا يتطور ولا يمكن له أن يتطور.
ـ نؤمن بأن الحكام بشر وأنهم يخطئون لكننا لا يمكن أن نقبل تكرار الأخطاء ذاتها دون أخذ العبرة والحرص على عدم تكرارها.
ـ في تصوري أن المثال الذي أشرت إليه ويتعلق بنادي الاتحاد إنما يؤكد أمراً من اثنين.
ـ إما أن اللجنة لا تشرح للحكام مثل الأخطاء وتنبههم لها ولا أعتقد أن اللجنة لا تفعل ذلك.
ـ أو أن الحكام لا يهتمون بملاحظات اللجنة أو متابعة الأخطاء التي تحدث منهم أو من زملائهم وهذه كارثة عظمى.
ـ الجولات الماضية شهدت أخطاءً تحكيمية فادحة ساهمت في التأثير على بعض نتائج المباريات والجولات المقبلة ستكون أشد إثارة وتنافساً ولا تقبل المزيد من الأخطاء.
ـ نريد الحكم الأفضل.. وهو الحكم الأقل ارتكاباً للأخطاء.. نريد الحكم الذي يسعى لتفادي أخطائه وأخطاء زملائه.
ـ أما عبارة (الجميع يستفيد ويتضرر من التحكيم) فهي عبارة سلبية للغاية لا نريدها لأنها لا يمكن أن تصلح من حال التحكيم.
ـ هذه العبارة تمنح الحكام الاسترخاء.. بدلاً من أن تكون دافعاً لهم لتصحيح الأخطاء.