الأندية ودورات المياه
** طرح جميل ومثالي تقدم به نول موني مدير التسويق بالاتحاد الأوربي لكرة القدم مع التأكيد بأن ما قاله موني يستطيع قوله سعوديون أكفاء ومؤهلون في جانب التسويق الرياضي لكننا بكل أسف نعشق (المحاضر والخبير) الأجنبي وأيضاً نطبق ما يقوله ولا نأخذ بما يقوله المحاضر السعودي حتى لو تطابقت رؤيتهما تماماً...
** عموماً هذه ثقافتنا وأتمنى ألا تستمر طويلاً وأعني بها الاستعانة (شبه المستمرة) بالمحاضر الأجنبي في وقت نملك كفاءات سعودية في ذات التخصص...
** أعود لما قاله مدير التسويق بالاتحاد الأوربي على صعيد تسويق منتجات الأندية السعودية إذ طالب نول موني الأندية السعودية بأن تبدأ من الصفر وتسعى لرسم استراتيجيات بعيدة المدى تبدأ من خلال وضع شعارات الأندية في مرافق عدة من بينها (أعزكم الله) دورات المياه مثلما قال موني...
** آليات تسويق منتجات الأندية السعودية التي تحدث عنها موني هي معروفة لدى الكثيرين وتحدث عنها سعوديون مختصون بجوانب التسويق والاستثمار لكن ما كل ما يقال قابل للتطبيق...
** مدير التسويق بالاتحاد الأوربي لكرة القدم جاء بفكر أوربي ومن سوق أوروبية ومجتمع أوربي وهذه تختلف جذرياً عما يحدث في المجتمع السعودي ما يجعل ما قاله غير قابل للتطبيق بشكل كبير...
** ما قاله موني سهل للغاية وتطبيقه ممكن جداً بشرط أن يتغير التفكير لدى المنتمين للمجتمع السعودي بل المجتمع بمختلف شرائحه وهذا أمر أراه صعب المنال في الزمن المنظور...
** رؤيتنا للرياضة وكرة القدم تختلف تماماً عن رؤية المجتمع الأوربي... نحن هنا نتعصب بشكل مقيت ولا يقف حوارنا الرياضي عند نهاية المباراة بل يتواصل حتى المباراة التالية...
** حتى على صعيد التربية نجد (في معظم الأسر السعودية) الميول للأندية يتحدد عن طريق الوراثة بمعنى أن ميول الأب تنسحب على بقية أفراد الأسرة (إلا ما ندر) وبالتالي من الصعب جداً أن يشتري أحد أفراد الأسرة منتجاً لناد يخالف ميول الأب!
** حتى على صعيد الإعلانات التجارية لا يتقبل المجتمع لنجم كبير أن يقوم بالدعاية لمنتج لناد خلاف ناديه بل حتى لو كان المنتج غير رياضي (البان على سبيل المثال)...
** حتى النجوم غير الرياضيين (مثلاً مطربون أو ممثلون مشهورون) لا يستطيعون القيام بالإعلانات التجارية لناد بعينه لأنهم يعلمون أن شريحة كبيرة من أنصارهم ستتخلى عنهم لأن المجتمع ينظر للميول الرياضية بأنك إن لم تكن معي فأنت ضدي وبالتالي قد يرفض المطرب أو الممثل المشهور الإعلان عن منتج لناد محدد خشية أن يخسر بعض أنصاره...
** جانب مهم جداً يقف عائقا في وجه التسويق والاستثمار الرياضي قد لا يعلم عنه مدير التسويق بالاتحاد الأوربي لكرة القدم يتمثل في غياب الحماية لمنتجات الأندية...
** أما موضوع إنشاء قسم للأطفال والعائلات كما يقترح السيد موني فهذا أمر صعب (وربما مستحيل) التحقيق في زمننا هذا...
** هو ربما يتحدث عن ناد اجتماعي كما هو في مصر وهذا أمر صعب التحقيق ويقف حجة عثرة في الجانب التسويقي والاستثماري للأندية...
** أما دورات المياه التي طالب السيد موني بوضع شعارات الأندية عليها فهي ربما الجانب الوحيد الذي يتم تفعيله في مجتمعنا الرياضي...
** هناك جماهير تضع شعار النادي على مداخل دورات المياه....ليس شعار ناديها وليس من باب التسويق بل تضع شعار النادي المنافس تقليلاً منه...
** في مجتمع يؤمن بهذا الفكر يصعب جداً يا سيد موني أن ينجح التسويق أو الاستثمار الرياضي...