2015-11-06 | 02:39 مقالات

لا تنتظروا الكثير

مشاركة الخبر      

رغم أنها أمضت أكثر من 15 عاماً على انطلاقتها ورغم تعدد من تولوا مسؤولية الإشراف الإداري عليها إلا أن القنوات الرياضية السعودية ما زالت غير قادرة على الحضور القوي وإقناع المشاهد (على الأقل السعودي)..
ـ مؤخراً تم إسناد مهمة الإشراف الإداري على القنوات الرياضية السعودية للزميل الدكتور صالح الورثان خلفاً للزميل الدكتور محمد باريان..
ـ باريان والورثان قامتان إعلاميتان أحترمهما وأثق جيداً بكفاءة كل منهما مهنياً سواء في إدارة القنوات الرياضية أو أي موقع إعلامي أخر..
ـ الدكتور باريان لم يفشل في مهمته والورثان قد لا يحقق الطموحات.. هذا ليس تشاؤماً أو تقليلاً من المقدرة الإدارية والكفاءة المهنية لهما بقدر ما هو واقع علينا مواجهته وأقصد ألا نتوقع الكثير من الزميل الورثان لأن من سبقه (الدكتور باريان) لم يستطع أن يجذب المشاهدين ويفرض القنوات الرياضية السعودية على المشاهد العربي أو (على الأقل السعودي)..
ـ شخصياً لم أتوقع خلال (الفترة الماضية) من الدكتور باريان ولا أتوقع (مستقبلاً) من الدكتور الورثان تحقيق أي مكتسبات على صعيد مشاهدة القنوات.. وأشدد القول إن عدم توقعي ليس تشكيكاً في كفاءة كل منهما بقدر ما هو قناعة شخصية مني بأن عوائق النجاح قد تكون أكبر من الكفاءة الفنية لمن يتولى مسؤولية الإشراف الإداري على القنوات..
ـ القنوات الرياضية السعودية هي قنوات حكومية بحتة ونعلم أن القنوات الحكومية (على مستوى العالم) لا تستطيع منافسة القنوات التجارية بسبب ضعف الدعم المالي الحكومي للقنوات ما يجعلها (القنوات الحكومية) غير قادرة على منافسة القنوات التجارية.. وهنا أتحدث تحديداً في المجال الرياضي..
ـ لكي تنجح القنوات (تجارية كانت أو حكومية) لا بد أن تملك السيولة المالية الضخمة التي تجعلها قادرة على خوض سوق المنافسة للفوز بحقوق نقل المنافسات العالمية..
ـ لكي تنجح القنوات (تجارية كانت أو حكومية) لابد أن تملك السيولة المالية الكافية لإغراء أفضل المذيعين والمحاورين والمعلقين والمحللين والضيوف من أجل جذبهم للعمل في القناة..
ـ لكي تنجح القنوات (تجارية كانت أو حكومية) لا بد أن تملك من المال ما يساعدها على تجهيز أفضل الاستوديوهات وتوفير أحدث الأجهزة سواء للبث المباشر أو المسجل..
ـ هل تملك القنوات الرياضية السعودية حالياً ما ذكرته أعلاه ويجعلها قادرة على منافسة القنوات التجارية وجذب المشاهد؟
ـ أعتقد أن الإجابة واضحة في الوقت الحالي، ومن هذا المنطلق أرى صعوبة أن تنجح القنوات الرياضية السعودية في الحضور الإيجابي الذي نأمله لأن ما يرد للقنوات من دعم مالي حكومي (قد) لا يكفي ليجعلها قادرة على أن تكون منافساً قوياً في سوق الإعلام الرياضي..
ـ الحل يكمن في توفير مصادر دخل مالية خلاف الدعم الحكومي للقنوات وإذا نجح الزميل الورثان وفريق العمل معه في توفير رعاة ومعلنين تجاريين يضخون مبالغ مالية ضخمة فإن القنوات قادرة (ولو تدريجياً) على تحقيق طموحات الوسط الرياضي السعودي..
ـ ولكي يتوفر الرعاة والمعلنون لا بد أن يكون لدى القنوات برامج (جاذبة) للمشاهد، وهذه أمور مهنية بحتة لا أعتقد أنها تنقص الدكتور الورثان وفريق عمله..
ـ السوق الرياضية تريد برامج أكثر جرأة وبسقف عال نوعاً ما من الحرية، بالتأكيد دون خروج عن الروح الرياضية أو مفاهيم النقد المتعارف عليها خصوصاً في القنوات الحكومية.