2015-11-03 | 03:07 مقالات

نهاية شهر العسل

مشاركة الخبر      

منذ تولي اليوناني جورجيوس مهمة الإشراف الفني على فريق الهلال الكروي لم يتجاوز عدد المباريات التي خسرها الفريق عدد أصابع اليد الواحدة.
ـ بل إن السيد جورجيوس كان يحظى بإعجاب ودعم هلالي لا محدود خصوصاً من الإعلاميين المحسوبين على الفريق الأزرق.
ـ وبمجرد الخروج من البطولة الآسيوية وخسارة من الاتحاد أفقدت الهلال (مؤقتاً) صدارة الدوري انقلب (بعض) الإعلاميين الهلاليين على جورجيوس وبات مدرباً لا يليق بفريق الهلال.
ـ طبعاً العاطفة وحدها هي التي تصدر الأحكام ليس في الهلال فقط بل في كل أرجاء الكرة السعودية والدليل أنه بعد 5 جولات (فقط) غادر ملاعبنا 5 مدربين كانوا يجدون الثناء والمديح وفي لحظة (عاطفية) رحلوا.
ـ لا أنكر أن للمدربين (وجورجيوس أحدهم) أخطاءهم الفادحة لكن مثلما يحالف المدرب الصواب في فترات طويلة قد يجانبه (أي التوفيق والصواب) في مرحلة أو مباراة ولكن يجب ألا يكون ذلك مبرراً لأن ننسى كل إيجابياته وعمله الفني المتميز.
ـ تحدثت في أكثر من مناسبة وقلت إن أبرز سلبيات جورجيوس طريقة معاقبته للاعبيه غير المنضبطين إذ يبعد اللاعب وهنا يكون قد عاقب الفريق ولعل إبعاد شراحيلي دليل واضح إذ إن غيابه أثر كثيراً على حراسة مرمى الهلال.
ـ عقوبة اللاعب المحترف قد تكون مالية أو بمضاعفة حصص التدريب اللياقية وليس بإبعاده عن الفريق خصوصاً أن كثيراً من لاعبينا (للأسف الشديد) يسعد بإبعاده اعتقاداً منه أنه بات حراً من التدريبات والمعسكرات.
ـ سلبية أخرى تسجل ضد جورجيوس تتمثل في تهميش واضح لمهاجمي الفريق البدلاء (الشمراني وياسر ويونس عليوي) حتى بات ألميدا يلعب وحيداً وعندما يشارك السالم (بعد غياب) لا يستطيع أن يقدم شيئاً.
ـ تصوروا لو تعرض ألميدا لإصابة أو إيقاف كيف سيكون حال الهجوم الهلالي.. هل سيضطر جورجيوس للاستعانة بالشمراني أو ياسر أو يونس البعيدين عن حساسية المباريات الرسمية أم سيصر على مشاركة السالم غير القادر على ترجمة تفوق وسط الهلال؟
ـ سلبية ثالثة تسجل ضد جورجيوس تتمثل في عدم تقديمه لأي وجه جديد يلعب في محور الارتكاز (الدفاعي) رغم أهمية هذا المركز الذي ظل (في معظم المباريات) حكراً على كريري والفرج وغياب أي منهما أو كليهما يجعل الوصول للمرمى الهلالي سهلاً للغاية.
ـ الأمور الفنية يجب أن تبقى دوماً بيد المدير الفني لكن المناقشة ولفت النظر لا يمكن أن يقللا من مكانته ولا يعنيان التدخل في شؤونه خصوصاً أن أمام الهلال استحقاقات متعددة ومهمة منها الدوري وكأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين والبطولة الآسيوية بعد 3 أشهر وهذا يعني أن الفريق بحاجة لكل لاعبيه بشرط أن يكونوا حاضرين ليس لياقياً فقط بل فنياً وذهنياً من خلال منحهم فرصة المشاركة أي لابد من تدوير اللاعبين بدلاً من الاعتماد على 13 لاعباً كما يفعل جورجيوس.
ـ على الهلاليين (وتحديداً) بعض إعلامييه ألا يندفعوا في (مهاجمة) السيد جورجيوس وأن يكون نقدهم لعمله الشامل دون التوقف عند سلبية أو اثنتين.. إلا إذا كان شهر العسل بين الطرفين قد انتهى.
ـ كلما زاد هجوم الإعلام الهلالي على جورجيوس احتقن الجمهور ضده، وشعر اللاعبون بعدم مسؤوليتهم عما يحدث للفريق بل ربما تحدث فجوة بين اللاعبين والمدرب يصعب ردمها وحينها سيكون الحل رحيل المدرب وفي تصوري (لو حدث هذا) فهي خسارة كبيرة للفريق الأزرق.
ـ ربما من حسن حظ جورجيوس والبيت الهلالي بشكل عام أن منافسهم الليلة (القادسية) ليس بذلك الفريق صعب المنال حتى لو قدم عروضاً مقبولة في الجولات الماضية لكن الفارق الفني بينه وبين الهلال كبير للغاية إضافة إلى أن مدربه يتولى مهمته الأولى الليلة.. كل هذه الظروف تمنح الهلال فرصة التفوق وبالتالي هدوء العاصفة تجاه المدير الفني السيد جورجيوس.