النصر والهدوء
يحمل لقب بطل الدوري لموسمين متتاليين لكن هذا لا يعني أنه فريق لا يهزم بل كل الفرق تسعى لهزيمته لإثبات جدارتها بحكم أنها هزمت بطل الدوري.
ـ ولكن عندما يهزم (وهذه حال كرة القدم) فيجب ألا يهزم بهذه الطريقة البدائية ويجب ألا يخسر النقاط بهذه الطريقة الغريبة.
ـ قبل الخوض في موضوع المقالة أتمنى ألا يفهم الأهلاويون أنني أقلل من أحقيتهم بالفوز ولا أبناء هجر والقادسية بالتعادل فهذه الفرق استحقت ما حققته من نقاط أمام النصر.
ـ أعود لموضوع المقالة وأقول إنه يجب ألا يستغرب النصراويون خسارة فريقهم أمام الأهلي وإن كنت أقدر ثورتهم وغضبهم فليس من المنطق أن يشاهدوا فريقهم بتلك الصورة التي كان عليها في أول نصف ساعة من لقاء الأهلي.
ـ لكن أقول عليهم ألا يستغربوا خسارتهم من الأهلي على اعتبار أنهم خرجوا متعادلين أمام فريقين أقل مستوى فني من الأهلي ما يعني أن الخسارة لم تكن مستغربة خصوصاً أن الأهلي بات أعلى كعباً على النصر في السنوات الأخيرة وفي تصوري أن الأهلاويين باتوا يلعبون على العنصر النفسي أمام النصر أكثر منه على العامل الفني.
ـ داسيلفا يتحمل الجزء الأكبر من حال النصر الفنية اليوم لكنه لا يمكن أن يتحمل وحده كل ما يحدث للفريق لأنني لا يمكن أن أقول إنه وحده من ننسب له تحقيق الانتصارات أو البطولات.. العمل جماعي كل يساهم بإيجابياته وسلبياته.
ـ النصر حتى هذا اليوم يدفع الفاتورة (الفنية) لتأخر الإعداد للموسم الرياضي وباتت الأمور تتراكم سواء من ضعف التجانس بين اللاعبين كفريق متكامل أو من توالي إصابات اللاعبين حتى إن النصر لم يلعب هذا الموسم مباراتين متتاليتين بنفس الأسماء إما بداعي الوقف أو الإصابة.
ـ أخطاء داسيلفا أمام الأهلي (من وجهة نظري الشخصية) بدأت في التشكيل غير الموفق ولا المناسب الذي بدأ به المباراة عندما لعب بثلاثة في محور الارتكاز ما أشعر لاعبي النصر أنه لا يبحث سوى عن عدم الخسارة ومنح لاعبي الأهلي شعوراً بأن النصر يشعر بالخوف وهذا ما دفع بلاعبي الأهلي لمهاجمة النصر منذ البداية.. وجود ثلاثي محور الارتكاز ساهم أيضاً في فراغ كبير بين هذا الثلاثي وخط الهجوم ولم يكن أدريان (وحده) قادراً على ملء هذا المكان فتاه بين لاعبي الأهلي وضعفت القوة الهجومية للنصر.
ـ في تصوري أن التشكيل الأنسب كان يتمثل في وجود ثلاثي محور الارتكاز وأمامهم الثنائي يحيى وأدريان ومن ثم مايجا ولعل الجميع شاهد خطورة النصر عندما شارك يحيى وعاد مايجا لقلب الهجوم.
ـ أما من ينتقدون مشاركة العنزي لأنه عائد من غياب طويل فعليهم ألا يحملوا المسؤولية التامة لداسيلفا إذ إن لهيجيتا مدرب الحراس دوراً في اختيار من يحمي مرمى النصر.
ـ ومتأكد لو أن متعب شراحيلي شارك وتلقى الأهداف ذاتها لخرجت فئة نصراوية تستنكر مشاركة حارس شاب في مباراة كبيرة وعدم مشاركة العنزي.
ـ حظوظ النصر في الحفاظ على اللقب قد تكون تضاءلت بنسبة كبيرة لكنها (حسابياً) ما زالت قائمة لكن بالحال الفنية الحالية للفريق لا يمكن أن يكون النصر حتى أحد أضلاع المربع الذهبي عند نهاية الدوري.
ـ بالهدوء وتقييم الأمور دون انفعال يستطيع النصر (فريق النجوم الكبار) أن يعود سواء بداسيلفا أو غيره.. المهم أن يقتنع كل النصراويين أن هناك سلبيات تحتاج إلى التصحيح بشكل تدريجي مع سير منافسات الموسم المختلفة مروراً بمنافسات دوري أبطال آسيا بعد أربعة أشهر.. خصوصاً أن المباريات متتالية وليس هناك فرصة للنصر أن يتعاقد مع مدرب جديد وبالتالي تصبح فكرة الاستغناء عن داسيلفا مخاطرة نصراوية كبيرة.
ـ لكن من يعلم.. فعلها الهلال منتصف الموسم الماضي وتعاقد مع دونيس وتحسنت أحواله.. بل فعلها النصر ونجح مع داسيلفا الذي حل بديلاً للإسباني كانيدا.
ـ أما الانفعال ورمي التهم والمسؤولية هنا وهناك فلا يمكن أن يزيدا فريق النصر سوى أوجاع وتقهقر.
ـ داسيلفا قد لا يكون المدرب المناسب لنجوم النصر لكن أيضاً هل سأل النصراويون أنفسهم (لماذا لا يستفيد الفريق فعلياً سوى من محترفين أجنبيين اثنين؟) ولماذا لا يظهر كثير من نجوم النصر بمستواهم الحقيقي؟
ـ هذه الأسئلة وغيرها تؤكد أن داسيلفا وحده لا يتحمل اهتزاز مستوى النصر وإن كان (أي داسيلفا) يتحمل الجزء الأكبر.
ـ المناقشة بهدوء ومن أجل مصلحة النصر وحده ستعيد النصر للتوهج واللحاق بركب المقدمة.