منتخب غير مقنع

حقق المنتخب السعودي مساء الخميس الماضي (الأهم) وهو الفوز على المنتخب الإماراتي في التصفيات المزدوجة لينفرد بصدارة المجموعة بفارق 5 نقاط ما يعني تأهله عن المجموعة بنسبة تتجاوز 95 % ما لم تتدخل اللوائح وتبعد الأخضر فيما لو انسحب من مواجهة فلسطين.
ـ لكن من وجهة نظر شخصية أرى أن المنتخب السعودي لم يحقق (المهم) وهو المستوى الفني المقنع رغم ما شعرت به من تفاعل وإشادة بعد المباراة.
ـ من حقنا أن نفرح ونرفع الروح المعنوية للاعبي منتخبنا ونشكرهم على جهدهم الذي بذلوه ومستواهم الذي قدموه والذي كان وراء النتيجة التي تحققت.
ـ لكن ولأن الفوز دوماً يحجب العيوب ويدفع بنا للتفاعل والفرحة فإننا ننسى كيف كانت المباراة على الصعيد الفني.
ـ المنتخب السعودي كان الأفضل في معظم مجريات اللقاء لكنه لم يكن بذلك الشكل الفني المقنع أو المتميز بل إنني لم أر هوية أو شخصية فنية واضحة للمنتخب وكل ما حدث كان اجتهادات فردية بحتة خصوصاً في الهدفين اللذين سجلهما المنتخب.
ـ كون المدرب الهولندي فان مارفيك صاحب تاريخ تدريبي مميز لا يعني أنه فوق النقد والمناقشة بشرط أن يكون ذلك دون تدخل في صميم العمل.
ـ الإيجابية الوحيدة للمدرب هو أنه استقر على التشكيل ذاته الذي لعب به أمام تيمور الشرقية وماليزيا ما يعني أنه مدرب يؤمن بأهمية ثبات التشكيل وقد يبدأ مع مرور الأيام ومتابعة الدوري المحلي بتكوين صورة أكبر عن كل اللاعبين السعوديين ومن يحتاج منهم إلى ارتداء شعار المنتخب.
ـ لكن ما يسجل على المدرب هو أنه يتأخر كثيراً في التغيير في وقت يكون المنتخب بحاجة إلى التغيير إما لتراجع مستوى لاعب أو اثنين أو لأن الوقت يمضي سريعاً والمنتخب يحتاج إلى تحقيق الفوز من خلال ضخ دماء جديدة.
ـ أيضاً أعتقد أن المدرب لم يعرف بالفعل قدرات لاعبيه بشكل جيد وهذا ما يمنعه من إجراء تغيير (تكتيكي) فمثلاً عندما يتراجع أداء الزوري بإمكانه أن يستبدله بلاعب مهاجم أو وسط (طرف) مع الإيعاز لسلمان الفرج بالميل للجهة اليسرى كظهير أيسر وهذا تغيير يتم من خلال خروج ودخول لاعب واحد فقط لكنه يعد تغييراً تكتيكياً يغير كثيراً من أسلوب لعب المنتخب.
ـ نقطة أخيرة سجلتها ضد الهولندي مارفيك وهو توقيت استبدال المهاجم نايف هزازي في كل المباريات التي شارك فيها.
ـ ماذا ينتظر المدرب مارفيك من هزازي في الوقت بدل الضائع من كل مباراة.. أعتقد أن ما يحدث هو بمثابة تحطيم لمعنويات هذا النجم الكبير.
ـ ما زلت عند رأيي تجاه قضية الثلاثي (المولد – عبدالفتاح – شايع).. عقوبة المحترفين تتمثل في الأمور المالية أما الإيقاف أو الإبعاد عن المنتخب فهو بمثابة معاقبة للمنتخب.
ـ كنا بحاجة إلى المولد وعسيري وتحديداً الأول في مباراة الإمارات لأنهما أفضل ثنائي في الكرة السعودية يجيدان اللعب الهجومي على الأطراف.
ـ الجميل أننا افتقدناهما فقط في مباراة الإمارات لأن إيقاف (الثلاثي) لمدة شهرين وخلال هذه الفترة ليس هناك للمنتخب أي مباريات إلا إذا حدد الاتحاد الدولي لكرة القدم موعداً مبكراً لمباراة فلسطين.
ـ أتمنى ألا يتكرر عدم الانضباط من الثلاثي وغيرهم وفي الوقت نفسه أتمنى إعادة النظر في لوائح العقوبات إذ ليس من المنطق أن نعاقب نادياً أو منتخب الوطن بإيقاف لاعب بالإمكان معاقبته (وبشدة) مالياً.