تأخر جورجيوس.. وتسرع كوزمين
تأجل حسم المتأهل عن غرب آسيا إلى نهائي دوري أبطال آسيا إلى لقاء الإياب (أو الشوط الثاني كما يحب كثيرون أن يطلقوا على هذه المباراة في نظام الذهاب والإياب).
ـ في مفهوم آلية اللعب خارج الأرض وبعيداً عن الجمهور نتيجة لقاء الذهاب منحت الأفضلية في لقاء الإياب لمصلحة الأهلي الإماراتي إلا أن الأمور الفنية بين الفريقين تجعل هذه الأفضلية ليست ذات أهمية كبيرة على اعتبار أن الهلال يملك المقومات الفنية التي تجعله حاضراً بقوة هناك في دبي رغم أنه سيفتقد للدعم الجماهيري الكبير الذي سانده في الرياض.
ـ صعوبة مهمة الهلال في دبي أنه مطالب بالتسجيل كون التعادل السلبي يمنح البطاقة للفريق المضيف (أهلي دبي) لكن ربما ضرورة التسجيل تكون دافعاً قوياً للهلاليين في التركيز على الشق الهجومي مع أخذ الحذر من كرات إماراتية مرتدة متوقعة في اللقاء المقبل.
ـ دعونا من لقاء الإياب فهناك 18 يوماً لا نعلم ماذا تحمل لكل فريق على صعيد جاهزية اللاعبين.
ـ أما لقاء الذهاب (أو الشوط الأول) في الرياض ففي تصوري أن الفريق الإماراتي حقق مبتغاه وربما أكثر إذ إنني أعتقد أن الإماراتيين جاءوا بأمل أن لا يخسروا بأكثر من فارق هدفين مثلما حدث لفريق لخويا القطري؛ لأن الخسارة بأقل من هدفين (لو حدثت) تجعل حظوظ التعويض قائمة عدا ذلك فالأمور ستكون صعبة للغاية.
ـ الهلال لم يظهر في الشوط الأول بمستواه الفني الذي كان عليه منذ نهاية الموسم الماضي وبداية هذا الموسم ولم يستفد الفريق من المساندة الجماهيرية الكبيرة وظهر كل لاعبيه بأداء فردي اجتهادي لم يشكلوا من خلاله أي خطورة تذكر على المرمى الإماراتي طيلة الشوط الأول.
ـ أما الفريق الإماراتي فقد نجح (لاعبين وجهازاً فنياً) في تحقيق الهدف (الأهم) في الشوط الأول وهو امتصاص الحماس الهلالي (لاعبين وجماهير) والخروج دون أن تهتز شباكهم، ما يعني نقل العبء النفسي إلى الهلاليين.
ـ مع مطلع الشوط الثاني تحقق للفريق الضيف ما لم يكن في حسبان أشد المتفائلين منهم ولا المتشائمين من الهلاليين عندما اهتزت شباك الهلال بهدف رأسي كثيراً ما تلقت شباك الهلال مثيلاً له وهنا أتحدث عن الكرات العرضية وسوء تغطية متوسط الدفاع الهلالي.
ـ الهدف الإماراتي أيقظ لاعبي الهلال من سباتهم وتحركوا بحثاً عن التعادل وسيطروا على بقية الشوط وكانوا الأفضل كسيطرة لكن الهجمات الإماراتية المرتدة كانت خطرة للغاية على مرمى الهلال وكادت أن تحسم الأمور للفريق الضيف.
ـ من وجهة نظر شخصية أعتقد أن من تسبب في عدم حسم النتيجة للهلال هو (تأخر) مدرب الفريق جورجيوس في أمرين مهمين: أولهما أنه تأخر في إشراك الزوري كظهير أيسر ونقل الشهراني كظهير أيمن ولو فعل ذلك منذ بداية الشوط الثاني لربما حسم الهلال النتيجة مبكراً لتميز الزوري والشهراني في الشق الهجومي ما يعني كثافة هجومية على مرمى الأهلي الإماراتي.
ـ الأمر الثاني الذي تأخر فيه جورجيوس هو حدث قبل المباراة عندما أبعد ناصر الشمراني تماماً عن تمثيل الفريق وعندما احتاج إليه في وقت صعب وجده بعيداً كل البعد عن حساسية المباريات.
ـ أما عدم حسم الأهلي الإماراتي للمباراة ففي تصوري جاء نتيجة (تسرع) كوزمين في أمرين أيضاً: أولهما إخراجه لأحمد خليل في وقت مبكر (بعد الهدف الإماراتي بدقائق) وهو ما أراح دفاع الهلال ومنحهم فرصة التحرك للإمام بل منح جورجيوس فرصة الاستغناء عن جحفلي كمدافع ثالث في العمق الهلالي.. لو استمر أحمد خليل لساهم في بقاء مدافعي الهلال في مناطقهم أو ربما استثمر اندفاعهم في تسجيل هدف ثانٍ.
ـ التسرع الثاني لكوزمين هو إجراؤه لتغييرين متتاليين (خروج أحمد خليل والمحترف البرازيلي إيفرتون ريبيرو) وعندما أصيب إسماعيل الحمادي لم يكن بمقدور كوزمين التبديل على اعتبار أنه أجرى تبديلاً اضطرارياً في الشوط الأول ما يعني أنه استنفد التغيير ولعب آخر 20 دقيقة بلاعب لم يكن بكامل عافيته (الحمادي).
ـ الفريقان لديهما أجهزة فنية قادرة على قراءة الفريق المنافس قبل مواجهة الإياب والبطاقة ما زالت في الملعب.