2015-06-18 | 03:24 مقالات

التنظيم والتتويج

مشاركة الخبر      

صدرت عقوبات الاتحاد السعودي لكرة القدم ضد لاعبي النصر حسين عبدالغني ومحمد عيد وحسن الراهب، وهي عقوبات مستحقة لأنني أرى أنهم بالفعل خرجوا عن الروح الرياضية، لكنها كانت عقوبات مغلظة مقارنة بمواقف سابقة لم تصدر تجاهها ذات العقوبات.
ـ أيضاً المحير في الأمر أنه في العادة تصدر مثل هذه العقوبات عن لجنة الانضباط بنصوص وحيثيات، بينما صدرت عقوبات لاعبي النصر بكلام إنشائي من اتحاد الكرة.
ـ سابقاً قالوا إنهم لا يعتدون بتسجيلات الهواتف الذكية لكنهم هذه المرة أخذوا بها !!! وإذا كانوا قد استندوا لتسجيلات الهواتف الذكية ففي تصوري أن مهاجم الهلال ناصر الشمراني يستحق هو الآخر العقوبة (لا أعلم وقت نشر المقالة هل صدرت بحقه عقوبة أم لا ؟).
ـ أحيي في الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر رفضه للاستئناف وتأكيده لأحقية لاعبيه للعقوبة مع تأكيده على ضرورة إعادة النظر في التنظيم الذي صاحب التتويج ونتج عنه ما نتج من خروج عن الروح الرياضية.
ـ هنا لب موضوع المقالة وهو التنظيم وآلية التتويج.
ـ أعتقد أن ما يحدث من خروج عن الروح الرياضية من بعض اللاعبين خصوصاً في المباريات النهائية سببه سوء التنظيم خلال لحظات التتويج.
ـ هناك فريق خاسر لاعبوه يعانون وجماهير فريق فائز يعيشون الفرحة، وهي فرحة من حقهم أن يعيشوها لكن (بعضهم) قد يخرج عن النص ويستفز لاعبي الفريق الخاسر...وهنا أيضاً لا أبرر لأي لاعب خروجه عن النص بسبب هتافات جماهير.
ـ أتحدث بشكل عام لا أقصد جماهير أو لاعبي فريق بعينه، إنما هذا ما يحدث في كل المباريات النهائية وهو ناتج أولاً عن غياب الوعي والثقافة ومفهوم التنافس الشريف سواء لدى (بعض) اللاعبين أو الجماهير وثانياً نتيجة سوء التنظيم من قبل إدارات الملاعب أو بعض الجهات المعنية بالمباريات النهائية.
ـ كتبت وتحدثت كثيراً أن شريحة غير صغيرة من المنتمين للوسط الرياضي (جماهير- إعلاميون – لاعبون) تعاني من ضعف على مستوى الوعي وفهم التنافس الشريف، وهذه الشريحة تتسبب فيما يحدث من خروج عن الروح الرياضية، إلى جانب أن بعض رجال الأمن الموكلة إليهم الأمور الأمنية في المباريات النهائية قد لا تربطهم بالرياضة أي روابط وبالتالي يقومون بعملهم الروتيني وهذا قد يتسبب في توتر الجماهير أو اللاعبين.
ـ ما يحدث من (بعض) الجماهير واللاعبين يشوه جمال التتويج ويخرج بالتنافس الشريف بعيداً عن مفهومه الحقيقي.
ـ قبل أن نكون حازمين وحاسمين تجاه من يخرج عن النص والروح الرياضية ونعاقبه سواء كان لاعباً أو مشجعاً يجب أن نعيد النظر في تنظيم التتويج في المباراة النهائية بحيث يتم الترتيب بشكل لائق يمنع أي خروج عن الروح الرياضية....أتحدث عن التنظيم خارج المقصورة الرئيسية.
ـ بعد أن نرتب التتويج وننظمه بشكل جيد ونجد بعد ذلك من يخرج عن النص فلا بد أن تكون العقوبات حازمة جداً لأن هذا الذي يخرج بعد كل هذا التنظيم متخلف فكرياً أو يسعى لإفساد المهرجان.
ـ أتمنى أن يأتي التوجيه المبكر من الجهات العليا بضرورة تشكيل لجنة لدراسة آلية التتويج في المباريات النهائية، بحيث يكون العمل بهذا التنظيم بدءاً من الموسم المقبل بأمل الارتقاء بفكر ووعي وثقافة الجماهير واللاعبين والخروج بمهرجان تتويج يليق فعلاً بالحدث دون ما يخدش جماله.