القمة تتسع الجميع
بدأ فريق الشباب الموسم الرياضي بحصد أولى البطولات عندما فاز بكأس السوبر ثم تبعه الأهلي محققاً كأس ولي العهد.
ـ جاء بعد ذلك النصر ليفوز بلقب دوري عبداللطيف جميل للمحترفين واختتم الهلال بطولات الموسم بتحقيقه لقب كأس خادم الحرمين الشريفين.
ـ 4 فرق مختلفة حققت 4 بطولات متفرقة ما يعني أننا لا نتحدث عن بطل واحد لا منافس له ولا احتكار للبطولات الكروية.
ـ هنا لا أتحدث فقط عن المردود الإيجابي (الفني) لتعدد الفرق التي تنافس على البطولات بل وتحققها، إنما أيضاً أتحدث عن جانب مهم للغاية بعيد كل البعد عن الأمور الفنية.
ـ ما أقصده هنا هو أن القمة تتسع لأكثر من فريق وعلينا (إذا كنا بالفعل نؤمن بالتنافس الرياضي الشريف) أن نتقبل هذا المفهوم ونتعامل بأن فريقنا (أياً كان هذا الفريق) لا يمكن أن يحقق وحده وفي كل الأزمان كل البطولات.
ـ التعصب وحده من يجعل (البعض) يرى أن فريقه (فقط) هو من (يجب) أن يحقق كل البطولات وأن لا قيمة لبقية الفرق.
ـ هل آن الأوان لهذه الفئة المتعصبة (أياً كان الفريق الذي تنتمي إليه) أن تقتنع أن فريقها ليس الوحيد في الساحة وأن الفرصة متاحة للجميع لتحقيق البطولات.
ـ الشباب لم يحتكر القمة بعد كأس السوبر، ولا الأهلي احتكر بقية البطولات بعد كأس ولي العهد.، ولا النصر صاحب لقب جميل نجح في جمع الدوري بالكأس، ولا الهلال رضي أن يخرج من الموسم دون أن يجلس على (ذات) القمة التي جلس عليها الشباب والأهلي والنصر في موسم واحد في تأكيد لا يقبل الجدل أن القمة تتسع الجميع متى عملت الفرق بجد واجتهاد ومتى نظرت الجماهير الرياضية للتنافس بعيون بعيدة عن التعصب والتفرد.
ـ حتى الصور القادمة من معسكر المنتخب السعودي كانت تتحدث (دون تنسيق مسبق) عن نبذ التعصب؛ إذ إن أغلب الصور جمعت لاعبي النصر بالهلال في رسالة أتمنى أن يفهمها المتعصبون.
ـ لاعبو النصر والهلال قبل ساعات كانوا في قمة التنافس من أجل تحقيق الفوز ونيل اللقب، لكنهم بعد ساعات اجتمعوا في معسكر منتخب الوطن في جو أخوي يؤكد أن التنافس ينتهي بانتهاء المباراة إلا من يفهم كرة القدم بمفهوم آخر هو مفهوم التعصب والفرقة والإثارة المرفوضة سواء أكان (إعلامياً) لا يعي رسالة الإعلام، أو (لاعباً) يحرض الجماهير ولا يفهم معنى التنافس الشريف، أو مشجعاً لا يعرف مفهوم (ابتسم عند الهزيمة وتواضع عند النصر).
ـ بطولات الموسم بتعدد أبطالها كانت العنوان الرئيس لاتساع القمة وتقديم رسالة وعي وثقافة للمتعصبين الذين لا يرون سوى لون واحد.
ـ التنافس في الموسم المقبل متاح لجميع الفرق لكنني أعتقد أن العمل بدأ من اليوم في الفرق الأربعة التي حققت بطولات هذا الموسم لكي تدرس إيجابيات وسلبيات الموسم من أجل مواصلة البقاء على القمة في الموسم المقبل سواء بتحقيق بطولة أو أكثر.
ـ أيضاً خامس الأندية الإعلامية الجماهيرية الثرية (الاتحاد) سيسعى القائمون عليه أن يكون حاضراً بقوة في الموسم المقبل بحثاً عن مقعد له في قمة المنافسات الكروية السعودية.