الحصاد والتتويج
ـ عندما يرتدي الشاب الجامعي رداء التخرج في أمسية يحتفل فيها بتخرجه ونيله شهادة علمية أياً كانت فإنه يعيش ليلة من ليالي عمره التي لا تنسى لأنه يقطف ثمار جهده وسهره...هنا فرحة (فردية) لكن المحتفلين بالفرد كثيرون...
ـ وعندما يصعد نجوم فريق كرة قدم ومعهم جهازهم الفني والإداري ورئيس ناديهم ليتوشحوا الذهب أبطالاً لمسابقة كروية فإنهم يجنون ثمار تعبهم وجهدهم خلال موسم كامل...هنا فرحة (جماعية) والمحتفلون كثيرون للغاية...
ـ الليلة نجوم النصر يتقدمهم قائد السفينة الأمير فيصل بن تركي أشبه بشباب جاءوا يتسلمون شهادات النجاح والتفوق بعد موسم طويل وشاق من العطاء والمثابرة أنهوه ليس فقط بالنجاح بل بالتفوق...
ـ النصراويون (اللاعبون) يتوشحون الذهب قاطفين ثمرة موسم كامل من التدريبات والمعسكرات والإصابات كانوا خلاله أشبه بجنود في معسكر ينفذون بدقة التعليمات...
ـ النصراويون (المدربون) يتسلمون ميداليات الذهب عنواناً لتفوقهم الفني طيلة دوري كروي شاق كان بمثابة صراع (تكتيكي) بين مدربي الفرق وكان لمدربي النصر الكلمة الأعلى في النهاية ولذلك يستحقون التكريم...
ـ النصراويون (الجهاز الإداري) أو الجنود المجهولون وأعني هنا جهاز الكرة ومدير المركز الإعلامي وكذلك المنسق الإعلامي كانوا يعملون بجهد كبير لا يراه ولا يشعر به المشاهد....يتابعون حجوزات الطيران والسكن...يسهرون من أجل أن يرتاح اللاعبون....يهتمون بكل ما يتعلق باللاعب من ملف بطاقات ملونة وشئون احترافية...يحضرون للتدريبات قبل اللاعبين ويغادرون بعدهم...بعد هذا كله ألا يستحقون ميداليات ذهبية تزين صدورهم.
ـ أما النصراوي الكبير (كحيلان) قائد السفينة (ولا أعتقد أن سفينة ترسي على شاطئ دون ربان ماهر وهكذا كان كحيلان) فقد دفع الأموال...بذل الجهد...حضر التدريبات...ناقش الأجهزة الإدارية والفنية....اجتمع باللاعبين حثهم وحفزهم....وقت الخسارة كان (وحده) من ينال ردة الفعل لكنه كان يتلقى غضب الجماهير بكل هدوء وبرحابة صدر فيحول الغضب إلى عمل يتحقق بعده إنجاز يفرح جماهير غفيرة...رجل بهذه المواصفات ألا يستحق أن يكون أول المكرمين...
ـ فريق يحقق بطولة دوري المحترفين للمرة الثانية على التوالي بعد غياب طويل عن البطولات هو لاشك فريق يستحق التكريم بل أنه فريق يقدم الدروس ويؤكد بأنه مهما كانت الطريق طويلة وشاقة ومهما بلغ حجم العقبات فإن العمل والإصرار يكسران الإحباط واليأس ويحققان الأهداف مهما كانت تلك الأهداف صعبة المنال...
ـ النصر الليلة يصعد منصة التتويج ويتوشح النصراويون الذهب لأنهم قدموا مهراً غالياً لهذه الليلة....
ـ المهر لم يكن المال فقط ولا العمل وحده....فمهما دفعت من المال وبذلت من الجهد والعمل فإنك لن تحقق هدفك متى كان إيمانك بتحقيقه ضعيفاً....
ـ النصراويون دفعوا الأموال....وعملوا بإخلاص....وقبل ذلك آمنوا بقدرتهم على تحقيق هدفهم فكانوا على المنصة الليلة يتوشحون الذهب....بل إن الذهب يزدان بالنصر الليلة...
ـ احتفلوا بليلتكم....اقطفوا ثمار جهدكم....لن يقلل أحد من إنجازكم فأنتم تكررونه للموسم الثاني على التوالي كأكبر رد على أي مشكك....
ـ من يريد أن يتوشح الذهب (مثلكم) عليه أن (يعمل) ويقتدي بعملكم....ومن يريد أن يبقى في الظلام والنسيان فعليه أن يواصل البحث عن مبررات غير مجدية يعتقد أنها تشوه إنجاز النصر الذي لا يتشوه....
ـ مبروك لكل نصراوي دفع المال وبذل الجهد أو حتى ناصر في المدرجات...هذه ثمرة جهدكم جميعاً....تستاهلون...