2015-05-09 | 03:43 مقالات

تجميد الكرة الإسبانية

مشاركة الخبر      

قرار جريء ومفاجئ اتخذه اتحاد كرة القدم الإسباني يقضي بوقف جميع أنشطة كرة القدم اعتباراً من يوم 16 مايو المقبل وحتى إشعار آخر.
ـ القرار الذي اتخذه اتحاد الكرة جاء نتيجة تدخل حكومي في طبيعة عمل الاتحاد وهو ما رفضه مجلس إدارة الاتحاد.
ـ كان نظام حقوق النقل التلفزيوني لكرة القدم الإسبانية يمنح الأندية (منفردة) حق التحكم في حقوق نقل مبارياتها وكان هذا النظام يخدم العملاقين برشلونة وريال مدريد اللذين كانا (ومن حقهما بحكم الشعبية والبطولات) يتحكمان في قيمة بيع مبارياتهما.
ـ النظام الجديد الذي أقرته الحكومة الإسبانية وبالتعاون مع رابطة الأندية المحترفة (دون الرجوع إلى اتحاد الكرة) يقضي بأحقية بيع الحقوق بشكل جماعي بحيث تذهب حقوق النقل بنسبة 90% لأندية الدرجة الأولى و10% لأندية الدرجة الثانية.
ـ الحكومة ورابطة الأندية المحترفة كانتا وراء النظام الجديد، بينما جاء الرفض من قبل اتحاد كرة القدم ورابطة اللاعبين المحترفين، ما دفع باتحاد الكرة لاتخاذ القرار ووقف أنشطة اتحاد كرة القدم.
ـ وأنا أقرأ موقف اتحاد كرة القدم الإسباني وقضية حقوق النقل التلفزيوني وموقف (الأندية) وكذلك (اللاعبين) ودور كل رابطة منهم في المشاركة في اتخاذ القرار تذكرت ما يحدث في حقوق النقل التلفزيوني لمنافسات كرة القدم السعودية وكيف تباع الحقوق وما هو دور وموقف الأندية واللاعبين المحترفين من هذه الحقوق وآلية بيعها؟!
ـ لا أعتقد أن للأندية أو اللاعبين المحترفين (محلياً) دوراً، بل وحتى رأياً في آلية بيع الحقوق رغم أنهما (الأندية واللاعبين) يعدان المكون والمنتج الرئيس لمنافسات كرة القدم.
ـ بل إن جودة ونوعية الأندية واللاعبين (الفنية والجماهيرية) هي التي تساهم في رفع وخفض قيمة حقوق البث التلفزيوني، بل والمساومة حولها.
ـ ما زالت أنديتنا المحترفة (مغيبة) ولاعبونا المحترفون (مهمشين) على صعيد ما يتعلق بمنتجهم (كرة القدم) وتحديداً ما يتعلق بحقوق البث التلفزيوني، بل وربما غيرها من الحقوق.
ـ لا أعلم لماذا (فقط) يبقى صوت رئيس نادي الفيصلي فهد المدلج عالياً في هذا الصدد وكأن ناديه (فقط) المتضرر من (تغييب) الأندية و(تهميش) اللاعبين المحترفين في قضايا تخص الأندية واللاعبين؟!
ـ رئيس نادي الفيصلي وحده من يظهر من فترة لأخرى معبراً عن أسفه وحزنه لتهميش الأندية ولن يسمع أحد صوته طالما ظل وحيداً، ولكي تعود الهيبة والاحترام للأندية واللاعبين المحترفين فلا بد من صوت جماعي يطالب بكافة الحقوق حتى لو وصل الأمر لتجميد النشاط الكروي وهو ما لا نتمناه ولا أتوقعه شخصياً.
ـ لا نريد على الإطلاق تدخلاً حكومياً في شؤون كرة القدم طالما نسعى لاحتراف حقيقي، لكن إذا واصلت رابطة دوري المحترفين (تغييبها) للأندية فهنا لابد من تدخل حكومي نتمناه دوماً أن يكون تدخلاً (إيجابياً) يصب في مصلحة كرة القدم التي هي مصدر رزق لكثيرين ومصدر متعة لملايين.