فكرة سعودية تجذب قنصلي أمريكا وبريطانيا.. وتمزج الماضي بالحاضر مائدة يمنية
حديث جدة
تستدعي سيرة المطاعم اليمنية صورة نمطية ثابتة عن مكان بسيط يقدم وجباته في أجواء شعبية تقليدية، جلسات متواضعة، ديكورات منعدمة، ومزاج عام لا يطلب سوء إشباع نداء البطن والمغادرة فورًا.
هنا قرر عارف الشهري، ابن مدينة جدة، الانقلاب على هذا العرف السائد، وتأسيس مطعم يجمع بين إشباع رغبات عشاق الأكل اليمني، وإبراز الجانب الجمالي والرقي في التصميم والديكورات، مع الحرص على دمج الهوية والتراث اليمني الشعبي في فن العمارة الحديث، واختار له اسم "القرية اليمنية".
وضع الشهري هدفًا أمامه بألا يكون "القرية اليمنية" مطعم التجربة الواحدة، بل مطبخًا مفضلًا لزبائنه، ويبدو أنه نجح في مقصده بعد أربعة أشهر ونصف فقط، جذب فيها شريحته المستهدفة، التي تتسع يومًا بعد يوم. اختار الشهري لمشروعه مجموعة من الطهاة المهرة، وموقعًا مميزًا بالقرب من شارع التحلية في جدة، وزوّده بأرقى الديكورات، ومزج الماضي بالحاضر من خلال عرض عدد من المقتنيات التراثية في أرجائه، وتعميم الزي اليمني الشعبي المعروف على العاملين فيه، ومن أجل اكتمال الصورة، لا تنقطع أنغام الأغاني اليمنية عن التردد بداخله.
ينقسم المطعم إلى أربعة أقسام: الباحة الخارجية، مثل استراحة شبابية في الهواء الطلق، والدور الأرضي عبارة عن صالتين، إحداهما للعائلات، والأخرى للعزاب، فيما يعد الدور الثاني أشبه بشرفة عائلية.
يقدم المطعم الأطباق اليمنية المعروفة، مع إضافات خاصة تمنح وجباته خصوصية شديدة تميّزه عن المطاعم الأخرى، وأكثر ما يطلبه زبائنه برمة اللحم والمندي والفحسة.
وأوضح لـ "الرياضية" الشهري أنه عمد إلى تأسيس المطعم على طراز راقٍ، بسبب انحصار كل المطاعم اليمنية في النمط الشعبي البسيط، وأضاف قائلًا: "الأكل اليمني مختلف، وله محبّون من كل الجنسيات، والحمد لله نجحت الفكرة، وأصبح "القرية" مقصدًا لكبار الزوار، من الدبلوماسيين والرياضيين والفنانين، وأبرز زبائني هما القنصلان الأمريكي والبريطاني".
ويحظى المطعم بتقييم مرتفع في محرك البحث "جوجل"، وتتصدر الخدمة الراقية والنظافة العامة التقييمات، فيما طالب بعضهم بإعادة النظر في الأسعار.