نحرت
العدالة
ما زلت غير مصدق قرار اتحاد القدم السعودي باستمرار المنافسات المحلية أثناء كأس الأمم الآسيوية، على اعتبار أنه قرار بدائي “منحاز” لغير المنطق، ولن أزيد على ذلك حتى لا أقع في المحظور والمحذور ـ الدنيا ما زالت تدور ـ.
لم يحدث لاتحاد قدم محلي أن اتخذ مثل هذا القرار في وقت كانت منافساتنا وقراراتنا تتغلف بالفوضى تارة والعشوائية تارة أخرى، وعندما سعينا للوصول إلى الاحترافية والبحث عن قائمة العشرة الأوائل دوليًّا نقع في مثل هذه الأخطاء الكوارثية التي تتناقض مع أنظمة “فيفا”، قبل أن تتناقض مع عدالة المنافسة هذا عدا صرف المشجع الرياضي والإعلام عن منتخب الوطن وحصره في دائرة التنافس المحلي الضيقة.
ولأن المقال يتضح بالمثال سأطرح لكم كيف أن هذا القرار ظالم جدًّا ولم يبين على أسس منطقية، فقوائم الأندية تضم ثلاثين لاعبًا وهناك من سيفقد أثناء البطولة ما يقارب عشرة لاعبين، وبالتالي سيتبقى عشرون لاعبًا، من العشرين ثلاثة أو أربعة حراس مرمى، فيكون مجموع اللاعبين المتاح ستة عشر لاعبًا، ولو تجاهلنا عدم تعرض أي منهم للإصابات علمًا بأن عيادات الأندية تكتظ بهم، وتجاهلنا الإيقافات علمًا بأن أغلب الأندية عانت أو تعاني منها لأكثر من اسم واحد، فهل سيكفي هذا العدد البسيط في خوض خمس مباريات، اثنتان منها في الدوري وثلاث في كأس الملك،
مع التأكيد أنه ربما لا يستطيع فريق إكمال النصاب المطلوب من اللاعبين، وما يزيد الطين بلة أن الأندية التي ستعاني من النقص الحاد في الصفوف وبالكاد تستطيع أن تواجه فرقًا لم تفقد أي لاعب لخدمة الوطن بل وستكافأ بالسماح بمشاركة محترفيها “الثمانية”.
ختامًا رغم غرابة هذا القرار وشذوذه، حيث لم يسبق لاتحاد قدم محترف أو ينشد الاحتراف أن سمح باستمرار منافساته ومنتخب وطنه يشارك في بطولة أمم، إلا أن هذا يستساغ مقارنة بالطامة الكبرى في تبرير الاتحاد السعودي لهذا القرار، وهو أن التأجيل سيعني امتداد المنافسات المحلية للشهر السادس الميلادي، وهذا يتعارض مع بطولة الأمم “الإفريقية”،
ومع ذلك ما زلت أتذكر مقرر الجغرافيا في الصف الرابع الابتدائي وفيه أن السعودية لا تقع في قارة إفريقيا، إلا إن كان لاتحاد قصي رأي آخر..
الهاء الرابعة
يا ذيب جار الوقت واخلف مباديك
وأرخيت رأسك ما بقى فيك حيلة
صار الحصيني في طريقك يماشيك
ويخاشرك بالصيد لو هي هزيلة