هذا اتحادنا وهذه "خلاقينه"
الشخصيات الخلافية لا يمكن أن تتقلد مناصب توافقية. رئاسة اتحاد القدم السعودي من خلال الرؤساء الثلاثة الذين تعاقبوا على المنصب "عيد وعزت والفواز"، ويستثني من ذلك "التمياط" المكلف لفترة قصيرة مرت بالكثير من المتناقضات وعدم القبول لأسباب، أرى بأن معظمها لم يكن منطقيًّا؛ لأنها كانت تبدأ بسؤال "ويش يشجع" وتنتهي عند "ويش تاريخه في الرياضة".
لأن الحكم على عمله يبدأ من إجابة أحد السؤالين مع أن الثلاثة لم يكن لهم أجندة خلافات معلنة مع أي نادٍ من الأندية. ولكن تم تصنيفهم حسب ميول التنافس كما حدث مع أحمد عيد أو تغريدات وتسريبات غير مؤكدة مع عزت والفواز.
أسوق هذه المقدمة بعد أن انتشرت معلومات بأن رئيس الاتحاد الحالي قصي الفواز قد لا يكمل مهمة الأربع سنوات. وإن الأسماء المطروحة لخلافته تنحصر بين أحمد عيد والبلطان وخالد الدبل.
من وجهة نظري الشخصية أرى بأن أحمد عيد وهو الابن الشرعي لكرة القدم أخذ دوره وفرصته وواجه خلال فترة رئاسته أزمات من العيار الثقيل تجاوز بعضها وبعضها الآخر وضع في ثلاجة حفظ الملفات الساخنة، وهي الملفات التي تجمدت بالتقادم؛ ولهذا لم تكن التجربة ذات حكم قاطع بالنجاح أو الفشل، ومثل هذه التجارب لا يمكن أن نعود لها أو نراهن عليها. الاسم الثاني في قائمة المرشحين خالد البلطان شخصية خلافية وهذه الشخصيات لا يمكن أن تكون توافقية؛ لأن من يبني شخصيته على استفزاز نادٍ واحد دون سواه ويتعمد تكرار ذلك في كل مكان وأمام أي "مايك" يقف أمامه ويتهكم على جمهوره ويتشمت في مرضاهم، لا يمكن أن يكون ذات يوم منصفًا لهم أو أنهم سيقبلون بأن يدير منظومتهم. ويشاطرهم في ذلك كل العقلاء الذين يرون أن التجاوز تلميحًا وتصريحًا واستقصادًا على نادٍ هو ركن من أركان الرياضة يعتبر إساءة للجميع.
الاسم الثالث المطروح ضمن القائمة خالد الدبل يعتبر الأنسب وفق اعتبارات التوافقية والقبول؛ ولأنه من خارج حسابات الأندية المتصارعة جماهيريًّا وإعلاميًّا؛ لذلك لن يجد من يسأله "ويش تشجع" أو "ايش تاريخك في الرياضة".
لهذا أثق بأن من سيدير عملية إيجاد البديل في كرسي رئاسة اتحاد القدم. سيضع أمام عينيه كل حسابات الربح والخسارة في منصب لن يقبل أن يديره غير المؤهل والمحايد والمنصف. حتى لا نردد بعد ذلك: "هذا اتحادنا وهذه خلاقينه".