شكرًا
للبيئة الطاردة
عندما تفقد أمك تحس أن العالم تغير.. تشعر بالوحدة واليتم.. ترى بذرة الاكتئاب تورق وتزدهر، ولا يعزيك في مصيبتك إلا وقفة الأقارب والأصدقاء والزملاء، فلكل من شاركني مصيبة رحيل والدتي الشكر والعرفان فوجودهم خفف حزني وألمي وكلماتهم كان لها بالغ الأثر في نفسي.. أشكر الصديق بتال القوس وكل أسرة صحيفة “الرياضية”.. أشكر الزملاء في قناة “العربية”.. أشكر اتحاد الإعلام الرياضي ومنسوبيه وعلى رأسهم الدكتور رجاءالله السلمي وأشكر الاتحاد السعودي لكرة القدم على وقفتهم الصادقة معي.
دائماً نردد أن الوسط الرياضي متعصب ولا يتحرك إلا بالميول ولكن الأندية كانت محايدة معي وشاركتني العزاء بمختلف ميولها بدءاً بنادي الهلال مروراً بعدد من الأندية العزيزة. ولكن ما أثر في قلبي وجعلني أعيد تقييم نظرتي للتعصب الرياضي والبيئة الطاردة التي نرددها باستمرار عن كرة القدم في المملكة هي الكلمات التي سمعتها من نادي النصر.. صحيح أن التنافس في الملعب وخارجه وصل سقفه الأعلى ولكن المعدن الأصيل لرئيس النصر ومجلس إدارته جعلهم لا يتأخرون عن الأخذ بخاطر أحد أبناء الجار اللدود.
لا يمكن أن أنسى اللاعبين القدماء اللذين أصبحوا رمزاً للمشاركة والوفاء.. فقد غمروني بحضورهم وتواضعهم.. كل ما في نجوم الزمن الجميل جميل. جيل 84 و88 و94 دائماً سباقون لمشاركة إخوانهم في الأفراح والأحزان وليس غريب أن أجدهم في الصف الأول، فقد كانوا دائماً في الصف الأول.
أجد نفسي منقسماً ومحتاراً بين حب الرياضة وعشق الصحافة ولكن الأمور لو وصلت حد التضحية سأنحاز للصحافة الرياضية أكثر من الرياضة بحكم التخصص والممارسة الطويلة، ولا أعتبر من يعملون فيها إلا رفقاء درب مهنة البحث عن المتاعب. الصحافة الرياضية حضرت معي بقوة، فالزملاء الصحفيين كانوا السواد الأعظم، فلهم مني جزيل الشكر والدعاء بأن يغفر الله لموتانا وموتى المسلمين.
قبل أمشي:
فرحت بتعيين أحمد عيد عضوًا في مجلس الاتحاد الدولي “فيفا”. فهو يمثل بالنسبة لي ولعدد من اللاعبين السابقين نموذجاً ملهماً لما يمكن أن يقدمه الرياضي السعودي لوطنه.. عرفت أبا رضا عن قرب عندما كنت لاعباً وكان مديراً للمنتخب عام 98، والتي توجها المنتخب بالتأهل لكأس العالم في فرنسا.. رجل جاد ومخلص ولا يحركه إلا حب الوطن وحب كرة القدم.. أتمنى له التوفيق والنجاح فهو وجه مشرف للكرة السعودية.