الآسيوي
مصالح دائمة
رئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل يقول: "في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم، هناك مصالح دائمة".
هذه الفلسفة السياسية أصبحت منهجاً في كثير من مناحي الحياة، المصالح المشتركة تلعب الدور المؤثر في تشكيل هوية العلاقات في مختلف الجوانب.
الرياضة بمفهومها الحديث تعتمد بشكل كبير على المصالح الدائمة ما بين الاتحادات المحلية والقارية والدولية.
لا يمكن أن تخلق لنفسك ثقلاً في خارطة العالم الرياضية دون أن تملك حلفاء يقفون معك في كل خطوة تخطوها من أجل الوصول لكراسي التأثير الرياضية أو تنظيم الأحداث الرياضية العالمية.
إهمال صناعة علاقة ثقة مع المؤثرين رياضياً في الصعيدين القاري والعالمي حرمت الرياضة السعودية سنوات طويلة من ناحية وجود الكوادر الوطنية المؤهلة في مواقع سلطة مصنع القرار في الاتحادين الآسيوي والدولي باستثناء حالات فردية لا تتلاءم مع قيمة السعودية كدولة تملك الثقل العالمي سياسياً واقتصادياً.
من سنوات والرياضة السعودية تخلق العداوة مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والمجلس الأولمبي الآسيوي... ماذا استفدنا؟!
لا شيء، أصبحت الرياضة السعودية تعيش على هامش محيطها القاري رياضياً دون أن تملك أي نفوذ في مصنع القرار بصورة مؤثرة مقارنة بدول أقل إمكانات من السعودية تتحكم بمفاصل السلطة.
تركنا غيرنا يبنون جسوراً من الثقة مع الشركاء الرياضيين ونحن غفلنا عن ذلك بما لا ينفع، وتوالت خسائرنا الرياضية في حروب لم نخرج منها إلا بخفي حنين.
لا يبقى إلا أن أقول:
الشيء الجميل أن في الأسبوع الجاري تغيرت إستراتيجيات علاقة أعلى سلطة رياضية سعودية مع المسؤولين في الرياضة الآسيوية من خلال فتح صفحة جديدة لحل الخلافات السابقة، اجتمع رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، مع رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان آل خليفة، ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد.. ماذا كسبت السعودية؟!
تزكية الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل عضواً بالمكتب التنفيذي للمجلس الأولمبي الآسيوي، ورئيساً للجنة التعليم لأربع سنوات مقبلة، وأحمد عيد عضواً في مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم "FIFA".
هذه هي الحقيقة، لن نكسب بالخلافات، بل بالمصالح الدائمة.
قبل أن ينام طفل الـــ"هندول" يسأل:
هل أدركنا أن الكراسي في الاتحادين الآسيوي والدولي تحتاج إلى علاقات وليس خلافات؟