التلاعب في الدوري السعودي
في العام 2013 حققت السلطات السنغافورية مع أحد أبرز المراهنين على مباريات كرة القدم، واعترف بتلاعبه بنتائج 32 مباراة في 3 دوريات عالمية هي الدوري الإيطالي، المجري، والفنلندي، وفي العام 2011 اعتقلت السلطات في سنغافورة أيضاً 3 حكام لبنانيين بتهمة التلاعب في إحدى مباريات كأس الاتحاد الآسيوي، وتكشّف في صيف ذات العام عن تلاعب في مباريات محلية ودولية في لبنان بعد تحقيقات أجرتها لجنة من الاتحاد الآسيوي، وتم إيقاف الحكام عن ممارسة التحكيم مدى الحياة.
والتلاعب بنتائج مباريات كرة القدم ليس جديداً على اللعبة، فأول حادثة مثبتة حدثت قبل أكثر من مئة عام وتحديداً في العام 1915، حين تم إيقاف 8 من لاعبي فريقي مانشستر يونايتد وليفربول لتلاعبهما بنتيجة المباراة التي كان يريد منها مانشستر النجاة من الهبوط.
حالات عديدة حدثت في كل قارات العالم تتعلق بالتلاعب بنتائج أشهر الألعاب وإن لم يثبت لدينا في الجانب المحلي سوى حالة واحدة فقط في يوليو 2016، حين أعلن الأمير عبد الله بن مساعد رئيس الهيئة آنذاك عن قضية رشاوى وفساد انتهت بتهبيط نادي المجزل، وإيقاع أقسى العقوبات بحق المتورطين في القضية في الوقت الذي برّر صاحب الشكوى ناصر الهويدي رئيس نادي الباطن اتجاهه للهيئة مباشرة، وليس لاتحاد اللعبة لعلمه بشكاوى مماثلة تتعلق بالفساد ما زالت حبيسة في أدراج اتحاد القدم، وذلك في حديثه لبرنامج "كورة" في وقت لاحق للقضية.
الآن ونحن نقترب من الجولات الخمس الأخيرة من أقوى دوري عربي يتنافس فيه الهلال والنصر على الصدارة، وتتصارع فيه أكثر من خمسة فرق على الهبوط هل نحن بمنأى عن مسألة التلاعب بنتائج المباريات لحسم صراع الصدارة والهبوط بأي طريقة كانت سواء برشوة حكام أو لاعبين أو مدربين أو نتيجة عقد صفقات بين رؤساء الأندية. بالتأكيد لا فحالنا حال بقية شعوب الأرض.
ويبقى السؤال ماذا أعدّ اتحاد القدم لضمان النزاهة فيما تبقى من مباريات، وكيف سيعمل على تحقيق ذلك هل من آلية سيطرحها ويسير عليها، وكيف سيراقب اتحاد القدم المباريات في الجولات المقبلة للتأكد من تحقيق ذلك.
أسئلة عديدة وموضوع حساس، ولكن بدلاً من أن ندفن رؤوسنا مثل النعامة خوفاً وجبناً من الحديث عن ذلك فلنقلها بصراحة، ما الذي يجعلنا في منأى عن التلاعب في نتائج المباريات وعقد الصفقات في جولات الحسم الأخيرة وماذا أعددنا لذلك يا اتحاد القدم وهيئة الرياضة.