الخسارة
وحدثت
حتى عصر يوم الخميس الماضي، كان جل الهلاليين لا كلهم يصنِّفون بطولة الأندية العربية "كأس زايد للأبطال" على أنها البطولة الثالثة في "روزنامتهم" الخاصة بعد الدوري، والتأهل إلى دور الـ 16 من البطولة الآسيوية، على اعتبار أن فريقهم متصدرٌ لكلتا البطولتين، والحسابات في يده أولًا، فالفوز في ثلاث مباريات دورية تعني تحقيق اللقب الأهم، والفوز في مباراتين من أصل ثلاث، أو الفوز في مباراة والتعادل في مباراتين كفيلٌ بخطف بطاقة التأهل إلى دور تم تأجيله.
قبيل المغرب من يوم الخميس ذاته، انطلق نهائي كأس زايد للأبطال، بحضور الهلال ممثِّلًا للكرة السعودية، ولم يتم التعامل معه من قِبل اتحاد الكرة بما يلزم، خاصةً بعد خروج بقية الأندية المحلية من البطولة جميعًا، وبعضها من أدوار متقدمة، بل على العكس تمامًا "حُشر" في جدولة لم تمر عليَّ طوال متابعتي كرة القدم، وفي جميع أصقاع المعمورة. وفي المباراة خسر الهلال النتيجة، وهو لا يستحقها، وقدَّم في الشوط الثاني فقط هلالًا جيدًا، أدرك التعادل، وكان قريبًا جدًّا من الفوز قبل أن تغتال أحقيته صافرتان خاطئتان، ولن أقول "ظالمتين" الأولى في ضربة جزاء لم تُحتسب، والثانية في احتساب هدف الفوز للأشقاء التوانسة بعد خروج الكرة إلى رمية تماس زرقاء، احتُسبت للمنافس، وعندما عاد الحكم إلى "var"، عاد من أجل التأكد من عدم وجود تسلل وليس من أجل الخطأ الأساس.
انتهت المباراة بـ "خسارة" لقب، لكنَّ الخسارة الأعظم تكمن في تفاصيل ما جرى بعدها سواء بالتصريح غير المبرر من الرئيس، أو في الهجوم الكاسح بدافع الغضب، وهذه هي الخسارة الكبرى. لو استمر الهلاليون في التعاطي ذاته الذي مارسه جلهم وليس كلهم ليلة البارحة، فقد بقي على نهاية الموسم قرابة الشهر، وهو شهر الحصاد، وأي إخلال بالمنظومة العامة، سواء الإدارية أو الفنية أو العناصرية، إخلالٌ بالقدرة على تحقيق الطموحات، والظفر بلقب الدوري على أقل الاحتمالات.
وهذه نصيحتي للهلاليين، إن قبلوها: الخسارة قد وقعت، ولقب البطولة العربية ذهب ولن يعود، وبقي في المتناول الدوري والكأس والبطاقة القارية، وهي طموحات لا تتحقق في الأوضاع الراهنة، لذا على الجميع بدءًا من الإدارة وانتهاء بأصغر مشجع وبينهما المدرب واللاعبون، بالتكاتف والدعم وتجاوز المرحلة الحالية لينعم الفريق بالهدوء والتحفيز اللازمين والموصلين إلى الألقاب.
الهاء الرابعة
الشعور اللي يسمّونه شعور الحسره
لا صدمك المال في شخصٍ تعده غالي
الرفيق اللي ما ودّك تفقده وتخسْره
لا تخلي بينك وبينه تعامل مالي