2019-05-17 | 01:10 مقالات

نصر العاشق البخيل

مشاركة الخبر      

عظيم هذا النصر في كل حالاته. في فرحه وفي انكساراته، نادٍ ولد شامخًا قوياً متماسكاً. عصفت به العواصف ولم يهتز، بقي ثابتاً يقاوم يصارع ويسعى أن يكون نصراً للضعفاء والأقوياء.
النصر ليس حالة فرح وقتية يعيشها أنصاره، ولكنه حالة عشق ارتبطت بالنصر اسماً ومعنى. جميل أن يكون شعارك "النصر" وهدفك "النصر" وطريقك "نصر" وطموحك "نصر"، لأن هذه هي الحياة لا تبتسم في نهاية يومها إلا للمنتصرين.
النصر الجديد أو نصر الشامخ. فريق تم صناعته بمواصفات خاصة. صنع لأن يكون بطلاً وليس منافساً. عشرة لاعبين جدد يدخلون القائمة الأساسية مع ثلاثة مدربين كارينيو وهيلدر وفيتوريا. في مشوار الدوري الطويل والمرهق والمتعب اهتز النصر في بعض فتراته، لكنه لم يسقط لأنهم يعرفون أن من يسقط لن يلحق بالبقية.
اللاعبون العشرة لم يكونوا ضمن نصر الموسم الماضي. إذًا هو نصر جديد مصنوع ومتعوب عليه. هو كتيبة نصر وليس فريق لكرة القدم فقط.
وضعوا الدوري هدفاً أمام أعينهم وتعاهدوا على ذلك، لهذا كانت المهمة أسهل.
لقاء الاتفاق الذي قلب فيه النصر التأخر إلى نصر كان هو مهر الدوري وهو عنوان النصر الجديد.. لا تراجع ولا استسلام. ومع هذا اللقاء أيقنت أن هذه الرغبة ليست رغبة فريق يريد أن ينافس، وإنما هي انتفاضة بطل تم صناعته لهذه المهمة.
قوة النصر كانت في رئيس شامخ قدم مهر الدوري قبل أن تبدأ المنافسة، وفي لاعب هداف يستطيع أن يقيس أطراف المرمى وهو مغمض عينيه وفي بقية المقاتلين العشرة وفي مدرب حرك الدماء في أقدام اللاعبين قبل أن يحرك عقولهم حسب الطريقة التي سيلعب بها.
قوة النصر أيضًا في جماهير تعشق أكثر من العشق، وترى أن نصرها هو إكسير حياة وليس فريق كرة القدم. هذه الكيمياء بين النصر وعشاقه صنعت هذه التركيبة العجيبة من العلاقة التي لن يفسرها إلا النصراوي نفسه. فمن لم يجرب أن يكون نصراويًّا. لن يعرف السر ولن يجد أحدًا منهم يخبره. النصراويون كرماء في عشقهم لناديهم بخلاء في البوح بأسرار هذا العشق لغيرهم.

فاصلة
دقائق حبس الأنفاس بين ملعبي الدرة والجامعة، كانت دليلاً على أن الدوري خال من الشبهات والكل قاتل لآخر لحظة. وتأكيد نهائي بأن البطولة ذهبت لمن يستحقها من داخل الملعب وليس خارجه.. مبروك للعالميين.