اتحاد الأيادي المرتجفة
انشغال معظم مسؤولي الأندية وجماهيرها وإعلامها بمعرفة من هو الاسم الذي سيتولى كرسي رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، هو تأكيد بأن هذا الاتحاد لا يزال يعمل بفكر الرجل الواحد، وأن الكل “مسؤولين وإعلامًا وجماهير” متفقون على أن من يجلس على كرسي رئاسة الاتحاد هو الذي “يحل ويربط”، وهو صاحب القرار الأول والأخير.
هذا التصور لدى الجميع هو استمرار لغياب المنهجية التي يدار بها اتحاد القدم منذ أول اتحاد منتخب قاده الخبير أحمد عيد حتى الرئيس المكلف الحالي لؤي السبيعي.
تصريحات رؤساء الاتحاد السعودي منذ فترة عيد حتى السبيعي وخروجهم للإعلام، وعمل اللجان التي تحت إدارتهم تؤكد أنه اتحاد يدار بفكر الرجل الذي يجلس على الكرسي، وليس من خلال مجلس الإدارة أو الجمعية العمومية.
القناعات التى تولدت لدى الجميع بأن اتحاد كرة القدم هو اتحاد الشخص الواحد والقرار الواحد، كان لها ما يبررها ويعززها، لأن أغلب من تولوا المنصب كانوا يزرعون هذا الإحساس من خلال حضورهم وتصريحاتهم وقراراتهم، ولم يتركوا للآخرين فرصة أن يدافعوا عنهم وعن آلية عملهم.
الاتحاد القادم وحسب الأخبار بأنه سيكون بالتزكية لياسر المسحل لعدم وجود منافسين وهذا أمر غير صحي لمنصب كان يجب أن يكون مطمعًا للكثيرين، ولكن بما أن الأمور انتهت على هذا الحال علينا أن نسأل ماذا سيقدم ياسر المسحل من عمل مختلف ونوعي غير الذي قدمه من سبقوه؟ ما الانطباع الأولي الذي سيغرسه في أذهاننا عن طريقة عمله؟ هل سيدار بطريقة الرجل الواحد أم سيكون القرار جماعيًّا ويخرج من خلال اجتماع مجلس الإدارة؟ هل سيزرع الطمأنينة في نفوس الرياضيين جميعًا بأنهم سواسية تحت قبة اتحاده، أم أن هناك أندية ذات سطوة وأخرى يطبق عليها القانون بحذافيره؟ والأهم هل سيكون كسابقيه بأن معظم قراراته تصدر بسبب ضغط وسائل التواصل وقوة المتواجدين في المنابر؟ هل سيبقى الجميع يتساءل عن تفاوت العقوبات بين لاعب في نادٍ جماهيري وآخر في نادٍ “مغلوب على أمره”؟ هل سنرى اليوم الذي يشعر الجميع بأن اتحاد القدم أقوى من الأندية الجماهيرية؟ هل سنشعر أن الرجل الذي يجلس على كرسي الاتحاد لا ترتجف يداه وهو يوقع على قرار عقوبة رئيس يحتمي بإعلام وجماهير تصنع من سلبياته إيجابيات؟
كل هذه الأسئلة ستبقى حاضرة ومتداولة حتى يثبت القادم الجديد على الكرسي الساخن عكس ذلك.