«في الظل»
يغلب على الثقافة الأهلاوية الاختباء في الظل وعدم القدرة على المواجهة، إما لضعف الحجة أو الشعور بمركب نقص كبير، فبعد عدم القدرة على مواجهة التيار الاتحادي الجارف خصوصًا مع مطلع الألفية الجديدة وبعد الألقاب القارية الصفراء والتأهل لكأس العالم للأندية.
شعر الأهلاويون بالضعف أمام الغريم التقليدي واختلقوا صراعًا جديدًا هذه المرة مع الشباب لثقتهم بقلة عدد الجماهير الشبابية مقارنة بالأندية الجماهيرية الكبيرة الأخرى ولندرة الصوت الإعلامي الشبابي آنذاك، ولكن الصدمة القاتلة لهم أن رجلاً واحدًا اسمه خالد البلطان استطاع وحده من التغلب عليهم كثيرًا ساعده في ذلك علو كعب الفريق الشبابي على الأهلي، وجاء نهائي كأس الملك في افتتاح ملعب “الجوهرة المشعة” بمثابة الإعلان الصريح عن التفوق الأبيض والأسود.
بعدها ركن الأهلاويون “في الظل” ووجدوا أن الوسيلة الأسلم تكمن في “مداهنة النصراويين” والتبعية المطلقة لهم، ففي بداية الموسم الفائت وبعد فوز الأهلي دوريًّا على النصر تهكم رئيس النصر الحالي برئيس الأهلي السابق على صفحته بـ “تويتر”، وقد قوبل هذا الفعل بصمت أخضر عجيب مريب وبضعف غير مبرر، ولو أن الفعل صدر من شخصية هلالية أو اتحادية أو شبابية لشاهدنا معلقات “شجب واستنكار”، وهو الذي ييرع فيه الأهلاويون في السنوات الأخيرة ثم في منتصف الموسم، وبعد قرار استمرار الدوري مع أمم آسيا ورغم الضرر الكبير الذي يقع على النادي إلا أن الصوت الأخضر كان ضعيفًا ولا غرابة في ضعفه، فمن قاد ورغب بذلك هم النصراويون لمصلحة فريقهم، وبالتالي حين تتقاطع مصلحة النصر والأهلي فغالبية الصوت الإعلامي الأهلاوي لا يستطيع الاعتراض بل سيركن للظل كالعادة.
هذه الثقافة الخضراء التي طرحت مصلحة فريقها جانبًا وكرست نفسها للسير خلف الرغبات الصفراء والدفاع عن الرأي الأصفر تسببت بأضرار كبيرة على الأهلي، لعل آخرها اقتراب رحيل المهاجم الكبير “ديجانيني” الذي أكد وكيل أعماله في تصريح نشرته “الوردية”، بأن اللاعب سيغادر لأن الأهلاويين لم يكونوا صادقين معه، والحقيقة أنهم كانوا مشغولين بتقديم الدعم اللوجستي للمارد الأصفر.
الهاء الرابعة
الفزعة اللي ما تجيلي على حل
ما لي بها يا مدورين العذاريب
أنا أشهد أن بعض الأوادم خذ وخل
تجمل معه ويحوفه الشك والريب