2019-08-08 | 23:18 مقالات

المتشائل

مشاركة الخبر      

كُتب الكثير عن طاقة الجذب، وأنك إذا سعيت نحو الشيء فإنه أيضاً بطريقة ما سيسعى إليك، ربما سعيه سيسمى صدفة، وسعيك أنت سيسمى اجتهادًا أو كفاحًا، طاقة الجذب لا تعني فقط أنها إيجابية.
هناك طاقة سلبية أيضاً تنجذب إليك إذا كنت سلبياً، كل الطاقات تدور في فلك التفاؤل والتشائم، والمتفائل على استعداد دائم على اقتناص الفرص لأنه يرى بصورة واضحة، أما أخونا المتشائم فهو يرى أن كل ما هو حوله لا يعني له شيئاً، الشاعر الإنجليزي بايرون يقول عن المتفائل والمتشائم: المتفائل يرى ضوءًا غير موجود، والمتشائم يرى ضوءًا ولا يصدقه!، تشرشل الذي خاض غمار السياسة والحروب والانتصار والنهوض من بين ركام الهزيمة يقول: المتشائم يرى الصعوبة في كل فرصة، والمتفائل يرى الفرص في كل صعوبة!، جورج برنارد شو لا يترك أمراً دون أن يضع لمساته عليه، لكنه في هذا الشأن يضع لمساته الخبيرة، كونه عاش حياةً تتيح له أن يدلي برأي يشبه آراء الخبراء في ما تتطلبه الحياة من منظور أوسع: المتفائل والمتشائم كلاهما ضروري للمجتمع، الأول اخترع الطائرة، والثاني اخترع المظلة!، المسرحي والروائي الإيرلندي أوسكار وايلد لم يصف المتفائل بشيء، يبدو أنه كان محاطاً بالمتشائمين فأراد أن يصب جام كلماته عليهم: المتشائم رجل إذا خير بين شرّين اختار الاثنين! الأديب الأمريكي ويليام آرثر وارد حذر من حصر الناس بين المتفائل والمتشائم مضيفاً بينهم الإنسان الواقعي الذي يتعامل مع الظروف كيفما كانت: المتشائم يشتكي من الريح والمتفائل يأمل في توقفها، والواقعي يعدل الأشرعة! شكراً يا آرثر على ضم أخينا الواقعي إنصافاً للواقعيين، مارك توين ألقى برأيه، لا أعلم في أي سن قاله لكنه يظهر فيه ثقل دم المتشائم وتواضع المتفائل: الرجل المتشائم في سن 45 يعرف الكثير، والمتفائل لا يعرف ما يكفي!، أكتفي بهذا القدر من آراء الكتاب والمفكرين في هذا الشأن والذي يعتبر تحذيراً من رفقة المتشائمين البؤساء، أعرف رجلاً حطم لي أكثر من عشر أفكار تجارية بسبب تشاؤمه الذي أحبطني ومنعني من تنفيذ أفكاري، أقل فكرة من تلك الأفكار كانت ستجعلني مليونيراً، ثم أشتري جزيرة على ساحل البحر المتوسط وكل ما تمنيت شراءه، بالمناسبة إذا أصبحت مليونيراً ما هو الشيء أو الأشياء التي ستشتريها؟ طبعاً أخونا المتشائم لن يجيب عن السؤال.. يا متشائم.