الاتحاد كبير
لا تصغّروه
الاتحاد، الذي تأسَّس قبل ما يقرب من تسعين عامًا، شكَّل جزءًا مهمًّا من تاريخ الرياضة السعودية بشكل عام، وكرة القدم خاصةً، وأصبح أحد أهم أركانها مع أندية النصر والهلال والأهلي. الاتحاد تاريخهُ مُطرَّزٌ بالإنجازات، وقد أطلق النقاد على الفترة من موسم 1997م إلى 2009م اسم “العصر الذهبي لنادي الاتحاد” بقيادة الذهبي منصور البلوي الذي “أكل الأخضر واليابس محليًّا وخارجيًّا”، وتوَّج ذلك بالتأهل إلى بطولة العالم للأندية مرتين.
وبعد ابتعاد “البعبع الاتحادي” منصور البلوي، الذي أعاد للاتحاد هيبته وكبرياءه وغرس شخصية البطل فيه، دخل الفريق في نفق مظلم ما زال يعيش فيه إلى الآن!
“نادي الشعب” كما يحب محبوه أن يُطلقوا عليه، كان في المواسم الأخيرة يقاوم كل الظروف التي أسقطته من القمة بفعل فاعل، لكنَّ جماهيره وروح لاعبيه، أبقت في الاتحاد شخصية البطل لينافس بقوة على بطولات النفس القصير، ويحقق بعضها بجدارة واستحقاق!
لكنْ، ما حدث في آخر موسمين، سلخ من الاتحاد ما تبقَّى من “استقلاليته وروحه”، فأغلب إعلامه، ترك ناديه يغرق، وارتمى في عباءة الهلال لمصالح شخصية، وأصبح في حالة “وهن”، وتحوَّل إلى معول هدم لفريق الاتحاد بتقزيمه، وبث روح الانهزامية فيه عندما يقابل الهلال قبل وبعد المباراة!
لاعبو الاتحاد وإدارته وجماهيره الكبيرة، هل كانوا ينتظرون منك أيها الإعلامي بث روح الانهزامية فيهم، وإفقاد الفريق شخصية البطل التي انسلخت تدريجيًّا، فأصبح محطة سهلة للتزوُّد بالنقاط من قِبل معظم أندية الدوري!
على إعلام الاتحاد، إن أراد أن يعود الاتحاد بطلًا ومستقلًا يُتبع ولا يَتبع، أن يخرج من عباءة الهلال، ويرمي المصالح الشخصية خلف ظهره، ويقف مع ناديه لإعادته إلى مكانه الطبيعي كبيرًا بين الكبار.
نوافذ:
ـ غدًا، الاتحاد يستضيف الهلال في مواجهة مهمة للفريقين، خسارة الاتحاد فيها قد تُدخله في نفق “شبح الهبوط”، ليتكرَّر سيناريو الموسم الماضي، وإذا حدث ذلك، فاستمعوا، وشاهدوا كيف يتغنَّى بعض إعلاميي الاتحاد بالهلال وانتصاره المتوقَّع!
ـ مواجهة النصر الليلة أمام الحزم مهمة لمواصلة صدارة الدوري، وجماهيره سيكون لها كلمة في ملعب الملك فهد الدولي لتأكيد قوة تلاحمها مع ناديها.
ـ بداية التصحيح في الأهلي يكون بإبعاد حسين عبد الغني، وتحديد الصلاحيات بين المشرف ورئيس النادي.
وعلى دروب الخير نلتقي.