إعلام الاتحاد ينهار
"شر البلية ما يضحك" تذكرت هذا المثل عندما "يُنظر مُنظر" وضع نفسه في غير مكانه الصحيح وهي حالة من "الغرور" ويعرف بسلوك إنساني يعكس في داخله الكبرياء في شكله المتضخم والمبالغة في الثقة بالنفس، وهو غير ذلك تماماً..
كمية من الإساءات مررها بعض الإعلاميين المحسوبين على إعلام الاتحاد وتصديرها باتجاه إعلام النصر بين فينة وأخرى إذا جاز لي تقسيم الإعلام، وهو الواقع الذي يحاول بعضهم الهروب منه.
إعلام النصر جزء من المنظومة الإعلامية منذ نشأته التي أتت بدون دعم وفرض تواجده رغم محدودية الفرص بوجود صحافة أندية محسوبة على الهلال والاتحاد والأهلي..
عقود زمنية تشهد أن إعلام الهلال صاحب السطوة لم يستطع خلالها إعلام الاتحاد أن يقف نداً أمامه إلا بدعم و"فزعة" من الإعلاميين النصراويين.
الأمر ببساطة عبارة عن تبادل مصالح، ما ساهم في تكوين "اتحاد" إعلامي وقف أمام الآلة الإعلامية الهلالية الجائرة وعراها بعد سنوات من التضليل، ونجح حينها إعلام الاتحاد في نيل الاستقلالية وأصبح قوياً أمام إعلام الهلال وساهم وجود الكتاب النصراويين في الصحافة المحسوبة على الاتحاد والأهلي بالمنطقة الغربية في تسويقها بالمنطقة الوسطى وبقية المناطق، وأصبحت ذات شعبية وتنافس صحافة الوسطى في المبيعات إلى ما قبل أفول الصحافة الورقية.
وعندما فكر رئيس الاتحاد وصانع أمجاده الحديثة وعراب إعلامه الجديد منصور البلوي في امتلاك صحيفة رياضية أول عمل قام به هو الاستعانة بالإعلام النصراوي كتابًا وصحفيين لإعطاء الصحيفة "القوة" التي يحتاجها للوقوف في مواجهة إعلام الهلال، وهذا ذكاء وقناعة من البلوي بقوة وشجاعة وتأثير الإعلاميين النصراويين من جهة، ومن جهة أخرى استغلال القوة الشرائية لجماهير النصر في زيادة مبيعات الصحيفة التي حققت أرقاماً قياسية حينها.
وعندما وجد إعلام النصر البيئة المناسبة في "البرامج الفضائية ووسائل السوشال ميديا وقنوات التواصل الاجتماعي" التي لا تقيده ولا تحد من تأثيره ولا تكبت جماحه، شاهدنا إعلام النصر يتزعم الساحة الإعلامية مؤثراً بقوة حضوره وقيمة أطروحاته ومهنيته ومصداقيته التي عرت الإعلام الآخر بكل يسر وسهولة.
فيما كان هناك إعلام اتحادي تشكل في آخر عقدين من الزمن بناءً على "ولاءات" لشخصيات، وعندما غابت عن المشهد تفرقوا فرقاً وتحزبوا أحزاباً، وأصبح إعلاماً ضعيفاً هزيلاً أغلبه تابع للإعلام الهلالي بعد أن تُرك يواجه مصيره برغم ما يملكه من وسائل وإمكانيات كبيرة، ولا تزال طيلة خمسة عقود إلا أن الحال اليوم لا يسر.
وعلى دروب الخير نلتقي،،