مهرج يضحكنا ومهرج يبكينا
المهرّج.. فنان يؤدي حركات كوميدية يصبغ الضحكة على الحضور من الكبار والصغار.. يداعبهم.. يضحك معهم.. لديه موهبة التواصل مع البشر بطريقة طريفة..
يلبس ملابس ثقيلة.. يضع مستحضرات تجميلية.. في وجهه ألوان لا تعد ولا تحصى.. يستعين بعصا يقف عليها أو كرات أو نحوه.. كل هذا يتحمله من أجل أن يكسب قوت يومه ويرسم الابتسامة على وجوه الحاضرين في أي مناسبة.. ولا يدفع الشخص مالاً من أجل أن يشاهد المهرج ولكن دائمًا ما يكون حاضرًا في بعض الفعاليات أو مدن الألعاب الترفيهية، ويستعان به من قبل المنظمين ليضفي جوًّا من المرح والبهجة..
ما سبق هو تعريف المهرج الذي يتعب من أجل أن يضحكنا..ولكن هل تعلم من هو المهرج الذي يبكينا؟..
هو الشخص “السخيف” الذي يخرج بشكله الباهت ومنظره المقزز..
ولا يحتاج إلى ألوان تجميلية فيلزمه أن يصبح في الساونا ويمسي في البخار من أجل أن ينظف قبل أن يضع الألوان التجميلية لأن الأساس لديه يحتاج إلى صنفرة..
هذا الكائن يعتقد أنه خفيف الظل للأسف.. ويجد من يقويّ شوكته الكوميدية وكما يقال “يعزز له”..
هذا المهرج “المبكي” تجد منه نسخًا كثيرة في الفعاليات وأماكن التجمع.. يعتقد أن حركاته ومضايقته للزوار بأنه مضحك للأسف..
ما شدني إلى كتابة هذا المقال.. مقطع فيديو متداول في “ويندرلاند” طبعًا كما هو معتاد التركيز على الظواهر السلبية أكثر منها على الفعالية ذاتها..
مهرج يرتكز على عصوين ويمازح الحضور.. شكله مضحك.. حركاته جميلة.. الأطفال من حوله.. النساء يتفاعلن.. الرجال يضحكن.. الصورة مكتملة.. تحقق الهدف.. السعادة ترسم على الجميع.. قبل أن تحفظ الصورة في الأذهان قبل “الجوالات”.. يخرج كائن ويضايق المهرج ويمسك بقدمه المسنودة بالعصا ويسحبها فيسقط من ارتفاع على الأرض..
الصورة تعكّرت.. الضحكات اختفت.. المهرج المرهق بدنيًّا يتألم.. وهذا الكائن يضحك وحده ويبكي من حوله من الحضور ليس ذلك فحسب، بل الكثير ممن شاهدوا مقطع الفيديو..
أنظمة ولوائح الذوق العام.. أتمنى من رجالها أن يكون لهم حضور بشكل مكثف في موسم الرياض.. فأكثر من يتحدث عن الموسم يشيد بما أنجز ولكن ما يضايق الجميع هو تصرفات بعض الكائنات.. ننتظر الوقفة الحازمة من جهات الاختصاص بالذوق العام.