2019-11-12 | 22:13 مقالات

وإنا على فراقك لمحزونون

مشاركة الخبر      

“وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ“.
في مساء الأحد الماضي رحل الشيخ العالم الجليل عبد الله بن عبد الكريم الزامل، رحمه الله.. عن عمر يناهز الـ”94” عاماً، رحل بعد أن قضى جل حياته بين العلم والتعلم والتعليم وإلقاء الدروس والقضاء والإفتاء.. ولست هنا بصدد سرد سيرته، فقد دونها التاريخ والمهتمون، والشيخ عبد الله رحمه الله، هو واحد من أعلام القضاء السعودي في القرن الماضي وبداية هذا القرن، وهو آخر أكبر القضاة سناً بعد أن عمل في سلك القضاء أربعين عاماً منذ أن عينه مفتي عام المملكة حينها الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وتنقل خلالها بين عدد من محاكم المناطق السعودية إلى أن تقاعد رحمه الله.
العم الشيخ عبد الله عبد الكريم الزامل، رحمة الله عليه، لم يكن يبحث عن أضواء أو شهرة، وهذه واحدة من صفات العلماء ومنها الزهد والورع ما يجعلهم يبتعدون عن الأضواء والظهور الإعلامي، وهذا هو ما عهدنا عليه كل علمائنا الأجلاء، رحم الله المتوفى منهم وأطال الله عمر الحي.
وبرحيل الشيخ عبد الله فقدنا عالماً في التدريس والإفتاء والقضاء، والشيخ عبد الله عبد الكريم الزامل درس على يد شيوخه العلماء: محمد بن إبراهيم آل الشيخ وعبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ وإبراهيم بن سليمان بن ناصر آل راشد ومحمد الأمين الشنقيطي رحمهم الله جميعاً.
إن من مصائب الأمة الإسلامية رحيل أهل العلم وحملة علم الكتاب والسنة، ويُعد فقدهم خسارة بعد أن كرس هؤلاء العلماء الأجلاء كل حياتهم في سبيل الذود عن العقيدة الإسلامية وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجياً الله بأن ينعم عليهم بالرحمة والمغفرة ولكل علمائنا المتوفين.
وأدعو الله أن يعوض الأمة الإسلامية بعلماء مخلصين صادقين يدافعون عن الأمة وقضاياها في كافة المجالات والميادين خاصة وقد اشتدت هجمة أعدائها عليها من كل حدب وصوب.
ختاماً إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا شيخ عبد الله لمحزونون.