الوسم
في الموسم
“الوسم”.. لا يحتاج إلى تعريف بل إلى “كشتة” و”جيب ربع” و”قدر ضغط”..
العاصمة الرياض هذه الأيام تنعم بهطول الأمطار الغزيرة والمتوسطة على كافة أحيائها..
“الوسم” الذي يستمر لأكثر من 50 يومًا يجعل أجواء سماء الرياض ساحرة وأرضها باهية..
مع هطول الأمطار.. الجهات المختصة تحذر في بعض الأحيان من الخروج من المنزل إلا في وقت “الحاجة”، ولكن بعضهم من السكان يعتبر الاستمتاع بالمطر.. “حاجة”..
المطر في نظر سكان الرياض ليست “الأنشودة” التي كتبها الشاعر العراقي بدر شاكر السياب، وتغنى بها فنان العرب محمد عبده، بل هو الضيف المحبوب الذي ينتظرون قدومه كل عام..
الكثبان الرملية بالكاد تميز لونها لكثرة المتنزهين.. الشوارع تضحك.. السكان تغمرهم المياه والبهجة..
وما يميز موسم الوسم عن بقية المواسم أجواؤه الربيعية فيختفي معه البرد والحر والغبار.. ويعتبر أحد أهم مواسم السنة..
خبراء الطقس لدينا يرمون بك يمنة ويسرة في تفصيل الوسم، وفي كل عام يجلبون معلومات مختلفة تجعلنا نتوه في طقسهم..
رقابنا تعبت من متابعة نجم سهيل وأشقائه و”السواليف” التي يرددونها من الماضي الجميل.. وماذا قال “الأولون” عن هذه الأيام؟.. قصص وحكايات، تخطت ألف ليلة وليلة..
لا أعرف ما الرابط بين الطقس وحكايات القدماء وأمثلتهم الشعبية، أعتقد بأن هذا من اختصاص الراوي العزيز ابن شرهان.. وليس خبراء الطقس.. وببساطة عندما تسأل أي شخص عادي لديه معلومات بسيطة عن الوسم سيجيبك ببساطة “نحن في فصل الربيع”.. سموا الفصول بأسمائها “وريحونا”..
خبراء الطقس لدينا أشبه ببعض نقاد البرامج الرياضية.. تتابعهم لا تعرف ماذا يريدون لكنك تسمع كلامًا مصفوفًا جميلاً من دون هدف.. “أسمع جعجعة ولا أرى طحنًا”.. عمومًا تصفح الطقس في جوجل يجعلك تعرف الأجواء في أيسلندا وليس الرياض..
في موسم الرياض، فعاليات عدة أغلقت أبوابها واعتذرت للزوار بسبب هطول الأمطار.. حفلة الفنانة أحلام في معرض “أنا عربية” أبرزها.. والزائر لفعاليات الموسم يشاهد بأن أكثرها دشنت في مواقع مفتوحة “ويندرلاند والسينما ووادي نمار والبوليفارد وغيرها”.. وهناك مسرحا أبو بكر سالم ومحمد عبده المكشوفان.. وندرك أن الفعاليات في مواقع مفتوحة أفضل بكثير من المغلقة، لكن أتمنى من القائمين على موسم الرياض أن يجدوا حلولاً للزوار في بعض المناطق، ولاسيما المسارح ونثق بقدرتهم على الإنجاز في وقت قياسي..