وأصبح
للفرحة موقع..
الاحتفال لا يحتاج إلى تعريف، بل إلى مقر..
في السابق تاه المشجع في التعبير عن فرحته عندما يحقق ناديه منجزًا.. فلا يوجد موقع واضح يدعوه ليحتفل..
يذهب إلى النادي الأبواب موصدة..
فيضطر إلى التجول بمركبته والاحتفال من خلال إخراج شعارات ناديه من النوافذ.. مخالفات عدة ترتكب.. إزعاج للمارة.. استفزاز لعشاق الأندية الأخرى.. مشجعون يوقفون الطرق وينزلون من المركبة ليرقصوا في عرض الشارع ويعطلوا حركة المرور.. وآخرون يضايقون الأهالي.. الخروج عن النص سمة الكثير منهم في ذلك الوقت.. لا توجد مواقع محددة تجعلهم يعبرون عن فرحتهم كما يحلو لهم..
بعض الشوارع والطرق تشكو من الصخب الذي تخلفه الفرحة العارمة لدى بعض المشجعين.. في مواقف عدة تحل الأتراح مكان الأفراح.. وتتحول الضحكة إلى حزن.. من يخطئ سيلقى عقابًا حتى لو كان يعيش في نشوة الفرحة..
الرياض تعيش أيامًا وردية.. كل شيء أمسى أجمل.. الهلال يحقق اللقب القاري.. الجمهور يبتهج في المنازل والشوارع والاستراحات.. كالعادة.. يستعدون للخروج.. وقبل أن يهموا بذلك.. إعلان في وسائل التواصل الاجتماعي يطلب منهم التوجه إلى البوليفارد من أجل الاحتفال.. الدهشة على محيّا الكثير.. لم يعتادوا الاحتفال الجديد بالنسبة لهم.. على الفور ينطلقون إلى الموقع..
القائمون على موسم الرياض صبغوا النافورة الراقصة باللون الأزرق.. وتمايلت مياهها مع الأهازيج الهلالية.. وخصم على الدخول والمطاعم والسينما.. يوم أزرق.. أخيرًا أصبح للفرحة موقع.. الآلاف من الجماهير الزرقاء والمتعاطفين يحتفلون بعيدًا عن الطرق والشوارع وارتكاب المخالفات..
جهد يشكر عليه القائمون على الهيئة العامة للترفيه على رأسهم المستشار تركي آل الشيخ الذي أعلن إقامة حفل غنائي خاص بمناسبة الإنجاز يشارك فيه نخبة من الفنانين على مسرح محمد عبده..
الأمر لم يقتصر على الهيئة العامة للترفيه، بل إن الهيئة العامة للرياضة شاركت في تعزيز مواقع الاحتفالات.. وترسيخ مفهوم التشجيع الحضاري والاحتفال وفق ضوابط..
حافلة مكشوفة.. مسرح عالمي.. استقبال تاريخي.. الهلال يصل الرياض.. والدرعية تحتضنه..
ولأن الهلال هو صاحب الأوليات في إنجازات عدة، فكان من نصيبه أن يكون النادي الأول الذي تقام له احتفالية سمّعت القاصي والداني..
الآلاف من عشاق الهلال حضروا إلى المسرح المفتوح.. صناع الإنجاز القاري على المنصة.. صور تذكارية وأهازيج وتصفيق ونجوم في الأرض والسماء.. هيئة الرياضة بقيادة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل نجحت في تقديم نموذج رائع في الاحتفال الفذ.. شكرًا لكل من جعل للفرحة معنى.. ومقر.