عالمية الملعب.. وعالمية المكتب
مع يقيني التام بأن مشاركة أي فريق كان في بطولة أندية العالم لا تمنحه صكاً بأنه بات فريقاً عالمياً يصطف جنباً إلى جنب مع فرق عالمية مثل برشلونة أو ريال مدريد أو ليفربول وما شابهها من تلك الفرق ذات السمعة والصيت العالمي.
ورئيس نادي الأهلي المصري حسن حمدي له حديث يدرس في هذا الموضوع تحديداً، حينما أكد أن مشاركة فريقه العريق في بطولة أندية العالم في اليابان لا تجعل منه فريقاً عالمياً كما قال، فالوصول إلى بطولة أندية العالم ومواجهة أبطال أوروبا وأمريكا اللاتينية لا تجعل منك فريقاً عالمياً، وإنما أخذت فرصة بصفتك بطلاً لفرق قارتك وأصبحت في مواجهة كروية مع تلك الفرق.
وبالفعل هو كلام في الصميم ويدرس قاله رئيس نادٍ تأهل فريقه من الملعب أكثر من مرة وليس كما يفعل الآخرون الذين تأهل فريقهم عبر المكاتب والترشيح، وهذه أيضاً حقائق تاريخية لا يمكن بأي حال تجاوزها أو تناسيها لمصلحة فريق، حتى لو كان الأمر يخص فريقاً سعودياً كما هو الحال مع النصر الذي تم ترشيحه ممثلاً لفرق القارة، وشارك في البطولة “التجريبية” لأندية العالم في البرازيل، دون كأس يحملها أو يحققها، وهذه أيضاً حقيقة لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها تاريخياً.
ورغم هذا كله فقد نجح النصراويون في استثمار تلك العالمية حتى إن جاءت بالترشيح والاستثمار الأمثل، وبرعوا في استخدامها تارة للضغط على خصومهم وتحديداً فريق الهلال وجماهيره، وتارة أخرى في “تخدير” جماهيرهم وصرف أنظارهم عن أوضاعه الهزيلة في المنافسات المحلية والخليجية والعربية والقارية، حيث كانت “العالمية صعبة قوية” بمثابة “البنج” الذي خدّر به النصراويون ردحاً من الزمن. في حين كان أقرانهم وأعني بهم الهلال والاتحاد يحققون البطولات الواحدة تلو الأخرى ويملؤون بها خزائهم في الوقت الذي كانت تلك العبارة “المتوفاة رحمة الله عليها” هي المنجز الوحيد للنصراويين وجماهيرهم في تلك الحقبة الزمنية الطويلة.
وجماهير نادي العين الإماراتي ومنسوبوه لم يتغنوا بتحقيق فريقهم الأول لكرة القدم بوصافة بطولة أندية العالم لأنهم يعلمون أن تواجدهم في هذه البطولة جاء عبر الاستضافة وليس عبر كأس يحملونها، وهو أمر لا يختلف عن الترشيح كثيراً، وحتى إن كان العين قد حقق بطولة دوري أبطال آسيا بنسختها الجديدة في 2003 وليس ذنبه أن البطولة لم تقم في ذلك العام أو الذي تلاه كما حدث مع الاتحاد أو الهلال بعد توقف البطولة لسنوات.