دينامو وفقاعة
مشهور «الورق»
من يصعد سريعًا يكون سقوطه أسرع.. النجاح الوقتي لا يسطره التاريخ.. ولكن من يضع هدفًا واضحًا أمامه ويعمل بجد، فإنه سيصل يومًا ما وسيجد نفسه بين صنّاع الإنجاز، وعمله سيدوّن في سجل المبدعين..
قبل يومين قررت الابتعاد عن العمل الصحافي في موسم الرياض وأستمتع بإجازتي الأسبوعية..
بدأت في البحث عن مكان.. إعلان لفنان في الخدع البصرية جذبني.. المكان في ويندرلاند.. طلعت باكرًا تفاديًا للازدحام فوصلت في وقت قياسي.. العرض يبدأ عند الـ 9.00 مساء ويستمر ساعتين.. لم أحضر مثل تلك الفعالية سابقًا.. فقط أشاهدها على شاشة التلفاز أو الجوال..
الفنان العالمي دينامو الموهوب في الخدع البصرية يدشن العرض.. وفور وصولي إلى البوابة إلا بصديق قديم يمسك بيدي لم أشاهده منذ سنوات.. سألني عن العائلة والعمل والموسم والهلال.. وفتح معي مواضيع ليس المكان والزمان مناسبين لهما.. لم أستطع الهرب منه رغم التلميحات بفوات العرض.. ولكن نفذت بعد أن أنقذني اتصال هاتفي..
دخلت المسرح.. المقاعد ممتلئة.. سعوديون وأجانب.. ذهول على وجوه الحضور.. تصفيق حار.. العالمي دينامو يقدم أحد عروضه المبهرة.. يلعب بالكرات.. يختفي ويظهر في آخر المسرح.. يتفنن في خدعة الكتاب.. ويبحر بك في المستقبل.. ويعيدك إلى الماضي.. خدع "ورقة اللعب" لديه كشرب الماء.. يدخل بين الحضور ويتحدى أمام أعيننا وينجح ليس أمامك إلا أن تقول: "نعم أنا أمام موهوب عالمي".
على مدار ساعتين أسرنا الإنجليزي ستيفن فراين أو دينامو.. ليس هناك مجال إلا لكلمة "واو" تسمعها كثيرًا في المسرح.. بعد الخروج أدركت أني حضرت أحد العروض العالمية في هذا المجال.. وهو يتنقل به من دولة إلى أخرى.. ابن السابعة والثلاثين عامًا قضى عمره في العمل من أجل الخروج بمنتج عالمي.. وبالفعل نجح في ذلك.. العالم يقف احترامًا لما يقدمه..
كما هو معروف أن قصة نجاحه بدأت من الصفر.. فهو الآن أبرز المشاهير في هذا النوع من العرض..
وأنا أشاهد أحد عروضه مرّ على مخيلتي عروض أحد مشاهير السناب شات.. أعتقد أنه في الخمسين من عمره.. لا أعرف اسمه لكنه اشتهر بخدع لعبة الورق.. أغرقنا في وسائل التواصل الاجتماعي.. والتحديات مع أشخاص يكسبهم ومن ثم يحصل على هدايا منهم.. وبعدها بدأ في الإعلانات.. لم يبهرني عرضه وتوقعت بأنه سيختفي بعد أن يعرف سر خدعته في لعبة الورق.. وبالفعل اختفى..
لا بد أن نفرّق بين العمل الاحترافي وفقاعات "السوشال ميديا".. فالنجاح لا يقاس بكمية الإعلانات أو الشهرة الخداعة، بل بالعمل والإنجاز الحقيقي الذي يدونه التاريخ.