القطاعات الواعدة..
تكبر
في مقال سابق تطرقت إلى أهمية قطاع الترفيه في تعزيز الاقتصاد الوطني في بلادنا، وذكرت أن الترفيه هو النفط الجديد، والتركيز عليه أمر مهم من أجل تنويع مصادر الدخل وعدم التركيز الكلي على النفط كما كان في أعوام ماضية، وهو ما يحدث حاليًا في بلادنا، ففي السابق أهمل قطاع الترفيه الذي يشكل منجمًا من الذهب وبئرًا نفطيًّا لا ينضب..
القطاعات الواعدة لدينا عدة، وكانت تحتاج إلى الالتفات والاهتمام لتشكل موارد مهمة في الموازنة، وهذا ما حدث بالفعل في السنوات الأخيرة.. فعندما أقرت بالأمس الموازنة العامة للدولة للعام المالي الجديد، 2020، أظهرت نموًّا في قطاعات واعدة عدة منها الترفيه والرياضة..
أرقام النمو في القطاعات الجديدة غير النفطية أسعدتنا كثيرًا، فنحن لدينا المقومات والكفاءات والقدرات والمواهب، وقبل ذلك الدعم من القيادة الرشيدة والتوجيه لتحويل تلك القطاعات إلى أرقام مهمة في الموازنة، وتحقق إيرادات عالية للدولة، فالأرقام المعلنة في النمو جاءت بعد عمل دؤوب في تلك القطاعات..
الأرقام المعلنة بالأمس أظهرت نمو عدد من القطاعات الواعدة خلال الربع الثاني من العام 2019م، فسجل قطاع الجملة والتجزئة والمطاعم والفنادق نموًّا بنسبة 5.8%، كما سجل النقل والتخزين والاتصالات الذي يشمل الخدمات اللوجستية والتقنية نمواً بلغت نسبته 6.4%، وفي خدمات المال والتأمين والعقارات بلغت نسبة النمو 5.4%، فيما سجل قطاع الخدمات الجماعية والاجتماعية الذي يشمل الرياضة والترفيه نمواً قدره 7.4%، إضافةً إلى نمو قطاع التشييد والبناء بنسبة 4.9%.
وتعكس تلك الأرقام تفوق قطاع الترفيه والرياضة، وهذا يعكس العمل الجبار في هذين القطاعين. وشهدنا في الآونة الأخيرة نقلات نوعية فيهما، وبعضهم يعتقد أن الترفيه والرياضة قطاعان يصرفان المال، ولكن ذلك المفهوم خاطئ بل إن دولاً عدة يشكل الترفيه والرياضة فيها أهم الإيرادات الاقتصادية..
مواسم السعودية التي انطلقت في عدد من المناطق والمدن واستضافة فعاليات رياضية كبرى منها المصارعة والفورمولا، وشهدنا قبل أيام عدة الملاكمة جعلت الترفيه والرياضة في بلادنا تحقق أرقامًا قياسية، وتكون أحد الروافد الاقتصادية التي تعزز من موازنة الدولة، وهذا ما شاهدناه في إقرارها..
النمو في القطاعات الواعدة سيزدهر ويزدهر وسط الدعم اللامحدود والرؤية والعمل الممنهج لتحقيق الأهداف المرجوة.
ومع إعلان موازنة الخير والعطاء ندعو الله سبحانه أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأن يديم على بلادنا نعمتي الأمن والأمان.