رياض
ما بعد الموسم
الموسم انتهى.. أكثر كلمة ترعب سكان مدينة الرياض وزوارها.. وعلى الرغم من مرور ما يربو على الشهرين على الموسم الأكبر في الشرق الأوسط، إلا أن مرتاديه يعتقدون أنها أيام..
لا يتخيلون طريق الملك فهد شمالاً من دون مشاهدة تلألؤ ونتر وندرلاند.. ولا يحتملون إغلاق أبواب البوليفارد.. ورحيل الفعاليات.. العلاقة بين الموسم وسكان وزوار العاصمة أخذ أبعادًا أكثر من البهجة.. تحوّل إلى عشق ومنهج حياة بالنسبة لهم.. عاشوا أيامًا وليالي ربيعية في فصل الشتاء..
فالموسم الأول للعاصمة ذاع صيته في كل الأقطاب.. الرياض دخلت في قائمة العواصم السياحية بل تصدرت..
فعاليات عالمية هنا.. ومهرجانات كبرى هناك.. وحفلات لنجوم سعوديين وخليجيين وعرب وعالميين.. الجميع يشيد بما تحقق من إنجازات بلغة الأرقام..
وما يعزز من نجاح موسم الرياض هو الازدحام الشديد في كافة الفعاليات بمختلف مسمياتها وعبارة SOLD OUT التي تتصدر المشهد، وتعكس مدى التعطش السياحي والترفيهي للمدينة الأكبر في السعودية.
ومع غمرة الفعاليات والضحكات التي ملأت زوار الموسم.. سؤال واحد يردده الكثير:
كيف ستكون الرياض بعد انتهاء الموسم..؟
أسئلة جانبية تنهمر مع هذا السؤال: هل ستعود إلى طابع الرسمية والجدية..؟ هل سيكون هناك موسم آخر؟ وهل ستستمر بعض الفعاليات؟ وهل وهل.. لا تتوقف..
القائمون على الهيئة العامة للترفيه قادرون على جعل الرياض جذابة بعد الانتهاء من الموسم، فهي تحمل المساحة الكبرى والبنية التحتية المميزة وجاهزة من أجل إقامة أي فعاليات، شاهدنا ذلك من خلال استثمار الموسم للأراضي البيضاء إلى جانب الاستفادة من المواقع المغلقة منها “الجنادرية”، الذي أقيم فيها معرض الرياض للسيارات إلى جانب استاد الملك فهد الدولي، حيث كانت حفلة الفرقة الكورية العالمية..
أدرك أنه ليس من السهل أن يكون موسم الرياض على مدار العام.. فأبرز الفعاليات والمهرجانات في دول العالم تكون على مدار أشهر معدودة، والكثير من العاملين في الموسم ليسوا من سكان الرياض، لذا أقترح أن تكون هناك مواقع سياحية جديدة تكون بشكل ثابت وليست مرتبطة بوقت محدد، مع الاستفادة من المواقع الحالية في الموسم منها “البوليفارد” و “سفاري”، وإيجاد حلول من أجل جعلها مستدامة.. فالازدحام على فعاليات الموسم خير دليل على أن الرياض ملّت من عباءة الروتين، ولبست ثوب السياحة..