ليلة
بشير شنان
بشير حمد شنان لا يحتاج إلى تعريف بل إلى تكريم..
اسم خلّده الفن الشعبي السعودي.. عمره في الساحة لم يتجاوز سبعة أعوام لكن صيته لا يزال يرنّ رغم رحيله منذ أكثر من 45 عاماً.. الكثير من أبناء هذا الجيل لا يعرفونه..
عازف على آلة العود، صنف بأنه من أفضل العازفين.. شاعر.. وملحن.. ومؤدٍ.. قدم أكثر من 400 أغنية تردد إلى الآن.. بعضها حفظ تحت عبارة “فلكلور قديم”..
رحل عن عمر يناهز الـ28 عاماً، وعندما تتّبع ما قدم لا تصدق بأن عمره توقف عند أواخر العشرينيات..
بشير حمد شنان رغم أنه يصنف بأنه فنان شعبي بحت إلا أنه قدم أعمالاً فنية حملت ألحاناً جديدة على الساحة الطربية..
كبار الفنانين تحدثوا عن فنه وأسلوبه الغنائي الفريد وإتقانه للعزف على آلة العود ووصفوه بأنه فنان مختلف..
على ذمة الفنان بدر الحبيش يقول إن الفنان فريد الأطرش استمع لعزف بشير للعود صدفة وعندما سأل مرة عن خليفته في العزف أجاب: “الواد اللي اسمه بشير في السعودية”..
فلا أحد يختلف علي موهبة الفنان بشير حمد شنان وأسلوب غنائه الشعبي المميز، لكنه لم يكن يهتم كثيراً بإقامة الحفلات الرسمية أو يظهر على الساحة الغنائية كما فعل بقية الفنانين في زمنه، آثر الحضور من خلال الحفلات الخاصة أو الزواجات..
أشرطة بشير وصورته الوحيدة الموزعة على كافة أغلفته كانت تباع من تحت الطاولة.. جلساته سجلت أعلى المبيعات رغم أنه لم يكن يصطف على الرف مع بقية الفنانين..
تأثرت في فترة التسعينيات بأغانيه وحفظتها ورددتها كثيراً، أحياء وسط الرياض وشوارعها كانت تشكل جزءاً من أغانيه.. شارع الخزان.. سوق الذهب.. الطرادية.. الشميسي..
لن أزيد في الحديث عن بشير ولكنه رغم تلك السنوات الطويلة على رحيله، والجماهيرية العريضة التي حققها في زمن قياسي أعتقد أنه يستحق التكريم، فلم ينل سوى مرة واحدة تكريمًا بسيطًا بدرع تسلمته ابنته في إحدى المناسبات البسيطة..
الأمر ليس على بشير شنان فقط، بل إن غريمه اللدود فهد بن سعيد هو الآخر يستحق التكريم، فلقد أثرى الساحة الفنية عطاءً وفناً وطرباً، ورفع تنافسه مع بشير شنان من مستوى الأغنية السعودية الشعبية..
الهيئة العامة للترفيه أنصفت النجوم والفنانين والمواهب في بلادنا.. نجوم الفن الشعبي الراحلون يستحقون أن يكرموا ويتعرف عليهم هذا الجيل حتى بعد رحيلهم.