2019-12-25 | 00:23 مقالات

أخلاق «تجارية»

مشاركة الخبر      

عندما تطرح رأياً في البرامج الرياضية أو في وسائل التواصل الاجتماعي، طبيعي أن يكون هناك مؤيد ورافض، وهذا أمر “صحي” عندما تختلف وجهات النظر على أن تكون في حدود المسار الطبيعي، وألا تخرج عن سياق الذوق العام مهما كانت زاوية الاختلاف.
إلا أن غير الطبيعي هو من يرى أن رأيه هو فقط الصواب، وهو الذي يجب أن يتبع وأن من يخالفه الرأي فهو كاذب ومخادع ويجيز لنفسه إبداء الرأي ويحرم الآخرين من أن يعبروا عن آرائهم أو يعلنوها.. ! وتحت راية الحرية هناك فئة ليست بالقليلة وتلك التي تكثر في “تويتر”، من الممكن أن تضرب خصومها في الرأي بأسوأ الأوصاف والاتهامات وأبغضها.. لا لشيء إلا لأنه يختلف معك في الميول..
الإمام الشافعي رحمه الله رسخ مبدأً أصيلاً في اختلاف الآراء عندما قال:
“رأيي صواب يحتمل الخطأ.. ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب”.
من المؤسف أننا نفتقد ثقافة الحوار والاختلاف.. وعندما يحدث ذلك نخوضه من أجل الجدل والجدال وتبادل الإساءات لا من أجل أن نصل إلى قناعة تؤكد صحة هذا الرأي أو ذاك، مما حول الاختلاف إلى أمر “يفسد للود قضية”..
السؤال: ما سبب سلوك كثير من المختلفين في الرأي..؟ وعلى وجه الخصوص المختبئين خلف معرفات “تويتر”، هناك بعض الدراسات تؤكد أن ذلك السلوك غير السوي هو. بسبب إصابة عدد منهم باضطرابات الشخصية، ونهجهم سلوكاً ينم عن خلل واضح في تصرفاتهم الإنسانية، ويصفون في مجتمعنا بوصف شعبي هو “أخلاق تجارية”، بسبب بعدهم عن الأدب واحترام الرأي الآخر، وغالباً تحتوي ردودهم ومداخلاتهم على “سوء” أدب، رغم أن بعضهم حصل على تعليم عال وبعضهم الآخر منهم يعمل في سلك التربية والتعليم..
كفانا الله وإياكم أذى أصحاب “الأخلاق التجارية” دعواتنا لهم بالهداية والصلاح، وتذكر أن الله رقيب ‏”مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ”.

نوافذ:
- مع اقتراب نهائي كأس السوبر بين النصر والتعاون يعيش الفريقان حالة عدم توازن في بعض مبارياتهما الأخيرة، وفي كأس الملك خسر التعاون من أبها والنصر كاد يلحقه أمام ضمك، هناك مشكلة في الفريقين أهمها إهدار الفرص، وهو أمر قد يكلف أحدهما في نهائي السوبر، حمد الله وتوامبا ليسا في أحسن حالاتهما التهديفية، وإن كان حمد الله يسجل إلا أنه أضاع أضعاف ما يسجل..
وعلى دروب الخير نلتقي ،،،