شتاء النصر
الدافئ
أيام معدودة تفصل الأندية عن الفترة الشتوية التي تنطلق في الأول من يناير لمدة شهر، وهي بمثابة طوق نجاة لكثير من الفرق التي تعثرت في اختياراتها الفنية وسد الثغرات من اللاعبين، وإن كان هناك من يرى أن الفائدة المرجوة لا تتجاوز الخمسين في المائة إن لم يكن أقل، نظرًا لمحدودية اللاعبين البارزين الذين بإمكانهم الانتقال في تلك الفترة أو للأسعار المضاعفة لفك ارتباطهم.
أصحاب المراكز الأخيرة أحوج ما تكون للدعم والتغيير، خاصة بعد إقالة مدربيهم وإن كانت غالبية الفرق تعاني كثيرًا في قدرة عناصرها الفنية خاصة في اللاعب الأجنبي، بينما النصر الفريق الوحيد من فرق دوري المحترفين القادر بالسير بلاعبيه الأجانب دون تغيير، في ظل الجودة الفنية التي يتمتع بها كل لاعب من اللاعبين السبعة والانسجام الكبير بينهم، وهو بذلك لن يكون الميركاتو الشتوي قارسًا مقارنة مع البقية، في حين بدأت الأحاديث الصحفية تتناول صفقات للفرق تدار في الخفاء لإبرامها، بعد اكتشاف أخطاء في التعاقدات سواء اختيار أو عدم توفيق، وهي بالمناسبة تحصل في كثير من الفرق الخارجية.
عودة للنصر كونه البطل لآخر نسخة والمتصدر حاليًا، نجد أن الهاجس الذي يقلق محبيه يتمثل في تدعيم الفريق بلاعبين محليين، وهو خيار محدود وإن كان هناك نية في استقطاب لاعب أو أكثر، فهم دون شك لتدعيم دكة الاحتياط في الاستحقاقات القادمة، فالسوق المحلي أصبح شحيحًا، كما تضاءلت خلاله فرص لاعبين واعدين، والدليل أن صفقات الصيف في كل الأندية لم يبرز منها سوى لاعبين قلة لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة إن لم يكن أقل!!
الجانب الإيجابي أن اختيارات النصر على مستوى اللاعب الأجنبي والمحلي تتم وفق حاجة فنية وليست عاطفية، بمعنى أن هناك رأيًا فنيًا متعمقًا يوصي بهؤلاء اللاعبين، ولنا في اختيارات سلطان الغنام وعبد الله الخيبري ومختار علي وعبد الفتاح آدم وصالح العباس دليل على حسن الاختيار، أما الأجمل فهو وجود فيتوريا المدرب المتمكن في صياغة وصناعة جيل جديد من اللاعبين الصاعدين في الفئات السنية خالد الغوينم وأيمن يحيى وفراس البريكان وعبد الإله العمري وفرج الغشيان ونايف الماس وزيد البواردي وصالح الوحيمد وعبد المجيد عباس وغيرهم، وهي مخرجات مستقبل الفريق للمرحلة القادمة من الفئات السنية التي يتصدر فيها شباب النصر الدوري، ولكن مع قدوم المشاركة الآسيوية فإن وجود ظهيري جنب للفريق يدعمان الغنام والعبيد تعتبر الحاجة الفنية الملحة وإن كان السؤال أين يجدهما النصر!