2020-01-01 | 00:45 مقالات

البرنس.. ملك الاحساس

مشاركة الخبر      

يعاب على الوسط الفني أنه مليء بالتراشقات الإعلامية.. فنان يشتم آخر ويعتذر منه بعدها، وفنانة تسقط على زميلتها وتأخذها بالأحضان في أول لقاء يجمعهما، مقولة: “تضربني في الزفة وتبوسني في اللفة”، نسمعها كثيرًا بين الفنانين وتتردد أكثر من أغانيهم، هنا أقول بعضهم.. وأنت تشاهدهم على هذه الحالة من الصراعات غير المجدية تقول: “يا زينكم على المسرح بس”.. تلك الخلافات طالت الغالبية من أهل الفن، ومن يستثنى فإنه حقق معجزة..
ماجد المهندس ظل بعيدًا عن تلك الصدامات، تفرّغ لتقديم فنه على طريقته الخاصة، صوته يصنف بأنه الأفضل بين أقرانه، بالنسبة لي فهو من الأصوات الخمسة الأولى في الساحة الفنية..
حضرت أكثر من حفلة له داخل السعودية وخارجها، الهدوء نفسه على المسرح، سواء ربط الكارفته أو لبس الشماغ والعقال، هو نفسه ذلك الفنان.. لا يتبدل.. الاحترام فرضه على الساحة.. كوّن قاعدة جماهيرية كبيرة.. قلّ ما تجد شخصًا يقول بأن ماجد لا يطربه..
شدني ما قاله عن فنان العرب محمد عبده عندما سألوه عنه أجاب: “ماجد نيته طيبة”.. عندما تشاهد شخصًا ناجحًا وموفقًا أبحث عن ما يفعل بعيداً عن الأضواء، المجال لا يتسع لذكر ما يقدمه نجمنا الخلوق من وقفات مع أهله وذويه والمقربين منه..
دور البطولة لا يهمه.. لا يشترط أن يكون دخوله في الحفلات الأول أو الأخير، بل يترك الأمور للمنظمين ويتفرغ هو لتقديم وصلته الغنائية بهدوء ويطرب الحضور..
في عالم الفن عندما يغني فنان أغنية شهيرة لفنان كبير فإنه لا يقنعك كثيرًا كما هو مغنيها الأصلي، ولكن الأمر مختلف مع البرنس ماجد، سمعت له أغاني عدة قديمة قدمها بصورة حديثة ومختلفة وكأنك تسمعها للمرة الأولى، في أغنية “عشقت الليل” للراحل طلال مداح، نجمنا المحترم تجلى فيها، وأعاد ذكراها بشكل جديد يتناغم مع الجيل الحالي.. إعادة الأغاني القديمة بصوت ماجد يكسبها وهجًا.. إحساسه.. ملعب واسع أي خصم يدخل أمامه يخسر.. أغانيه لا يستطيع فنان أن يغامر ويرددها..
في مواجهة الإعلام ضحكاته تسبقه، وابتسامته ترافق كل إجاباته، لا يرد صحافيًّا أو يرفض الإجابة عن أي سؤال، رغم أن زملاء المهنة يبحثون عن الأسئلة الساخنة لتشكل لهم “مانشيتات” جذابة ترفع نسبة القراء والمشاهدين، إلا أنهم عندما يواجهونه يتنازلون عن مبادئ الإثارة، فوجوده يفرض الاحترام حتى على من يسمع بالاحترام..
الهيئة العامة للترفيه أحسنت الاختيار في تكريمه من خلال إقامة ليلة البرنس، الاحتفاء بالنجوم في قمة عطائهم يزيد من توهجهم.. ماجد المهندس لا يعرف إلا أن يكون متألقًا دائمًا..