الشركة العالمية ورهان السيارة
في ليلة صقر الأغنية، مواطن بجانبي اختار أن يقضي وقت استراحة الفنان رابح صقر بالدردشة معي مستغلاً زمالة الكرسي فلا رابط يجمعنا قبل، جذبتني جملة بناها على المعلوم، وقال: “يا أخي الأجانب إذا اشتغلوا يعجبونك”.. قلت له: “ما فهمت قصدك”.. وضّح بقوله: “الشركة الأجنبية اللي جهزت حفل ليلة رابح وش رأيك في شغلهم؟”.. أجبته: “أكثر من رائع ولكن الشركة سعودية”..
نظر إليّ ومد يده من أجل المراهنة، فقلت له: “إذا كان الرهان مجزياً فأود أن أزيد بأن ليلة رابح والليالي التي سبقتها محمد عبده وعبادي وراشد وسهم وياسر بو علي جميعها من صنع شركة سعودية”.
بدأ رابح الوصلة الثانية، وللمرة الأولى كنت أتمنى من أبو صقر أن يسكت قليلاً لأكمل حديثي معه وما إن توقف بين الأغنيتين حتى قال: “أتحداك وإذا كانت الشركة سعودية أعطيك مفتاح السيارة”.
لم أعرف كيف أبرهن له وقتها فيبدو أنه من الصعب إقناعه، وفي منتصف الحفلة اتصال يرد من المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه يثني فيه على رابح، وقبل أن يختم يشكر الشركة العالمية السعودية على تجهيزات الليلة التاريخية، وقال معاليه إن شركات الوطن قادرة على الإبداع.
بعد أن انتهى الاتصال نظرت إليه، فإذا به يتصفح جواله، قلت له: “اقتنعت الحين، أنتظر منك أن توفي بوعدك”.. رد بقوله: “بصراحة ما توقعت أنها شركة سعودية، لا تلومني الأجانب دايم هم اللي يبهرونا، وبعدين ترى الرهان حرام”.. كان وقت الاتصال يبحث في جواله عن فتاوى عن الرهان ليهرب ونجح.
للأسف أن عقدة الأجنبي لدينا لا نعرف من ربطها، وفي السابق كانت العقدة معقدة ومن الصعب المساس بها أو التفكير في القرب منها..
لست ضد وجود الأجانب ليقدموا خدماتهم في بلادنا، فلقد قدموا أعمالاً البعض منهم يشكرون عليها، ولكن من قال إن السعوديين لا يستطيعون أن يقدموا أعمالاً أفضل من الأجانب، لدينا شركات محلية في مختلف المجالات نفخر بما تقدمه، فالإبداع ليس حكراً على الشركات الأجنبية.
ما قدمته الشركة العالمية من عمل في تنظيم ليالي الأساطير لم يسبق أن عُمل، وهو خير مثال على قدرات الشركات السعودية.
الشركة العالمية التي تنال من اسمها نصيب، بقيادة سلطان المحيسن قدمت ليالي الأساطير بكل احترافية، حضرت أغلبها فمنذ أن تدخل من باب الحفل لحين تخرج تملأك الدهشة.. ديكورات.. إضاءات.. صور.. أفكار جديدة.. تصميم المسرح.. الإخراج.. الليزر.. ولا أنسى مؤثرات العروض ثلاثية الأبعاد.. كل ليلة لا تشبه الأخرى.
مع العالمية شاهدنا ليلة عن ألف ليلة واقعاً وليس في الروايات.