الأهلي..
حقل ألغام
التعامل مع المنعطفات التاريخية التي يعيشها الأهلي هي أشبه بالسير وسط حقل ألغام لا تعرف متى سينفجر أحدها تحت قدميك.
في موسم واحد تغيرت تركيبة النادي الوقور من مثال يحتذى به في القانون والانضباطية إلى مسرح مفتوح للشكاوى ولجان التحقيق وقرارات إبعاد وسحب صلاحيات.
في مثل هذه الظروف لا تعرف في أي اتجاه تسير ومع من تقف ولمن تشير بأصابع الاتهام.
رئيس النادي وأعضاء شرفه يقفون في صراع مكشوف لا يتعلق بتقديم دعم ولا مشورة تساعد الرئيس، وإنما توزيع اتهامات وشكاوى وقضايا بعضها تم الحسم فيها وأخرى لا تزال معلقة.
من زرع الألغام في نادٍ كانت أراضيه الخصبة تنتج الأوفياء والأنقياء وأصحاب المبادئ الثابتة.
من فتح أبواب القلعة للمارين الغرباء الذين استوطنوها عنوة بحثًا عن مكاسب شخصية لا علاقة للكيان بها.
أسئلة يرددها كل من عرف الأهلي وعرف رجالاته قبل أن تطأ قدم المتمصلحين والباحثين عن الشو والضوء والمصالح الشخصية.
في قرارات هيئة الرياضة أسرار لم تظهر وخفايا لم تقدم للعلن، ولكن فيها ما يجعل كل أهلاوي يسكنه الحزن على ناد كان أنموذجًا في الفكر والعطاء ومدرسة للنزاهة والقانون.
لست ضد قرارات هيئة الرياضة لأني أثق في قراراتها ونزاهتها وحرصها على إيجاد بيئة مثالية لا مكان فيها لغير هذا التوجه.
ولن أشير بأصابع الاتهام للصائغ طالما لم أطلع على أسباب إسقاطه، وقد يكون إسقاطه بسبب أنه الرئيس وعليه أن يتحمل تبعات أخطاء من يعملون معه. ولكن الأمر الذي أثق فيه أن القرارات لم تتوقف، وهناك آخرون سيدفعون ثمن الدخول للقلعة بحثًا عن مصالحهم.
في الأسطر السابقة رسائل ستصل لمن أعنيه بها. وهناك رسالة أخيرة أوجهها للأمير صاحب القلب الطيب منصور بن مشعل، العودة لتكملة المشوار مع النادي لن تنجح إذا لم تغير من استراتيجية التواجد فأنت بين أمرين، إما تقدم نفسك كبيرًا للأهلاويين وتضمهم تحت جناحيك حبًّا ودعمًا ومشورة، أو أن تكون مشرفًا لفريق كرة القدم وعليه سيتم تقييم عملك وتواجدك من خلال خطأ لاعب وخطة مدرب. هي نصيحة ولك حق قبولها أو رفضها.