اتحاد القدم
مضيع العيدين
أربعة عقود من الزمن والتحكيم السعودي محلياً يبقى محل جدل في الوسط الرياضي رغم الدعم الذي وجده من كافة المسؤولين في مختلف المراحل والمناصب، إلا أنه كل مرة يخذلهم وإن كان العقد الأخير الأقل تأثيراً على سير المنافسة بسبب الاستعانة بالحكم الأجنبي.
الأخطاء التحكيمية مقبولة عندما تكون في نطاقها الطبيعي، إلا أن غير الطبيعي حدوثها بشكل متكرر ومؤثر على النتائج والبطولات، وهذا ما لا تقبله عدالة المنافسة الشريفة بين المتنافسين.
الأمير عبد الله بن مساعد اتخذ قراراً ثبت خطؤه مؤخراً بتولي خبير أجنبي مسؤولية لجنة الحكام، وسار على نهجه بقية المسؤولين الذين توالوا على هيئة الرياضة أو اتحاد القدم، وكان الخطأ في توليه مسؤولية اللجنة وإشغاله بها فيما هو يجب أن يعمل ويتفرغ له، وهو تطوير التحكيم وإبراز جيل جديد، إلا أن كل من أتى انشغل بالحكام وأخطائهم ولم يتم الاستفادة من خبراته لإبراز جيل جديد من الحكام السعوديين. وجود الحكم الأجنبي أمر حتمي ولا يمكن الاستغناء عنه في دوري المحترفين السعودي، ووجود الإسباني فرناندو تريساكو مهم للاستفادة من خبراته بإعداد جيل من الحكام السعوديين الشباب وإشغاله بلجنة الحكام و”بلاوي غرف الفار” هو تدمير للحكم السعودي وتغييب لمنهجية البناء التي تتردد بين الحين والآخر. لجنة الحكام تحتاج إلى إداري قيادي لا حكم سابقًا لأن مهمته إدارية تتمثل في متابعة أعمال اللجنة واختيار الحكام الأكفاء لقيادة مباريات دوري المحترفين سواء كانوا أجانب أو محليين إن وجدوا. ما يجب دراسته هو إعادة تشكيل المسار الإداري للتحكيم بتولي فرناندو رئاسة دائرة التحكيم التي تختص بالتطوير وتكليف رئيس للجنة الحكام، وهناك أسماء يمكن الاستعانة بهم سواء من أعضاء اتحاد القدم أو من خارجه من أمثال طارق كيال أو خالد الزيد أو من يراه اتحاد القدم لديه القدرة على قيادة اللجنة. الإسباني فرناندو تريساكو عندما يكون رئيساً لدائرة التحكيم سيعمل على تنشئة جيل جديد من الحكام السعوديين، من خلال الإشراف والمتابعة لمباريات دوري الدرجة الثانية والفئات السنية بمختلف درجاتها في كل مناطق المملكة. ما يحدث حالياً هو عمل غير احترافي من اتحاد القدم بدلاً من الاستفادة من الخبير الأجنبي لتطوير الحكم السعودي زُج به لمواجهة وصد الهجوم المستمر على التحكيم، وهذا هروب للأمام واستمرار مشكلة اللغط الذي يدور حول التحكيم، وبذلك يكون اتحاد القدم مثل “مضيع العيدين” لا هو قُدم لنا تحكيماً عادلاً ومقنعاً لدوري المحترفين ولا هو عمل على صناعة جيل جديد من الحكام، إذا علمنا أن الحكام الحاليين رغم قلتهم وتوقف تطور أكثرهم ظهروا قبل عشرة أعوام.
وعلى دروب الخير نلتقي،،