2020-03-08 | 22:25 مقالات

قروبات الواتس آب تنقل كورونا

مشاركة الخبر      

شخص عزيز عليَّ ونحن في المركبة ينقل خبرًا بأنه تم تعليق الدراسة في محافظة القطيف لمدة أسبوعين، وهو إجراء احترازي بسبب مرض كورونا، قلت له: “قرأت الخبر في “واس” منذ وقت مبكر، ونثق في الإجراءات التي تتخذها بلادنا لمكافحة هذا المرض أيًا كانت”.
استرسل على ما ذكره في الخبر ذاته، وقال: “قرأت بأن هناك معلمًا في إحدى مدارس القطيف وهو من أبناء محافظة شقراء ذهب إلى أهله في إجازة منتصف الأسبوع، وهو مصاب بالكورونا ونقل المرض إلى زوجته وعائلته وأصدقائه و و و”.. هنا استوقفته وقلت: “أين قرأت هذا الخبر”، أجابني: “واتس”.. لحظة ما ذكر ليَّ مصدر معلومته كان يأكل “علكة” فلم أسمعه جيدًا، وقائد مركبة بجانبي معجب ببوق سيارته، ولكنني التقطت كلمة المصدر بأنه “واس”، فتوقفت من أجل قراءة الخبر مرة أخرى فلم أجد ما ذكره..
قلت له، أين المصدر لم أجده في “واس” فأجاب أنا قلت “واتس”، ولم أذكر واس أو وكالة الأنباء السعودية.. انتهت القصة هنا.. ولكنها بدأت من جديد.. الشائعات عبر قروبات الواتس آب..
علاقتي مع القروبات لا تتخطى حدود المناسبات الاجتماعية والعمل، فلست من الأشخاص الذين يفضلون نقل الرسالة يمنة ويسرى ويرمي بها في جوالات الآخرين جزافًا وهو لم يقرأها أساسًا.. ولا أقرأ كثيرًا تلك الرسائل من باب سد “الشائعات”..
لا أعرف ماذا يستفيد مطلقو تلك الشائعات؟.. هل هناك من وعدهم بمكافآت مجزية في حال روجوا لها؟.. وهل إصابة الناس بالذعر والخوف تسعدهم؟.. وهل يدركون بأن تلك الأخبار المغلوطة قد تضر أهاليهم قبل المجتمع؟..
هناك أناس مصابون بالوسواس القهري والبعض لديهم نوبات هلع وآخرون اضطرابات خوف، كل تلك الأمراض النفسية تقود إلى ما لا يحمد عقباه، بسبب شائعات يطلقها أشخاص لديهم “اضطرابات إلكترونية” تجعل منهم مصدرًا للقلق والتوتر وبث الزعزعة..
جهات عدة ألغت التجمعات في بلادنا الغالية منها حضور المباريات والحفلات ومهرجانات وفعاليات أخرى وقبل ذلك العمرة وأخيرا التعليم.. ولكن كم أتمنى من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات والجهات ذات العلاقة أن تلغي تجمعات “الواتس آب” كإجراء احترازي.. فنقل الشائعات لا يقل خطرًا عن نقل العدوى.. فالشخص يستطيع أن يحمي نفسه من كورونا بالمعقم والكمامة والنظافة وغيرها، ولكن في الواتس آب جدار الحماية يجب أن يكون المنطق وفلترة الشائعات والحصول على الأخبار من مصادرها الرسمية..
علينا أن نشكر الله ونحمده كوننا في المملكة العربية السعودية التي تعد من أفضل الدول في إدارة الأزمات والخروج منها بأقل الأضرار..
اللهم احفظ الجميع من شر هذا المرض بما فيهم مطلقو الشائعات..