الحب في زمن الكورونا
عندما أطلق الكاتب العالمي غابرييل غارسيا ماركيز العنان لخياله وأمسك بقلمه خرج برائعة “الحب في زمن الكوليرا”، في عام 1985م، تلك الرواية خلدت في التاريخ وتحولت فيما بعد إلى فيلم، ونال كاتبها جائزة نوبل..
وتتلخص في قصة عشق لرجل عجوز في خيال الكاتب الكولومبي يبحر مع عشيقته السبعينية على متن سفينة في رحلة قصيرة ورغبة منه في أن تطول مدتها أطلق إشاعة بأن السفينة تمكن منها وباء الكوليرا، ففرض عليها حجرًا صحيًّا ونجح في خدعته قبل أن تتدخل السلطات.. وتنتهي قصة ما بعد الحب..
في الأزمات تظهر المشاعر الحقيقية، ومعها تنصهر قوالب الكذب والخداع، فكل الأقنعة تسقط عدا الحب الصادق..
نعيش ونتعايش مع أزمة كورونا التي اجتاحت العالم، وشلت حركته، وقطعت السبل، الكرة الأرضية باتت في إجازة اضطرارية.. أزمة فعلية.. الحب هنا يظهر في الحقيقة وليس في الروايات..
نحن كسعوديين وسعوديات لمسنا الحب الكبير الذي تكنّه لنا قيادتنا الرشيدة بعد تفشي الوباء في العالم، التعبير عن هذا الحب تلخص في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – تجاه الشعب.. فكان في مضمونها الحرص على المواطن والمقيم، وسلامتهم من هذا الوباء والعمل على تجاوز الأزمة بتسخير كافة الامكانات..
الإنسان على أرض المملكة العربية السعودية هو المحور الأساسي في المحبة، فلقد لمسنا جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين بتوفير المتطلبات بكل يسر وسهولة وتقديم الاحترازات..
في المقابل، رؤساء دول همهم الاقتصاد وتأثره من الأزمة، وآخرون يتراشقون بالتهم، ومسؤول يطلب من شعبه توديع أحبابهم، وحكومات لا تبالي بالإجراءات الاحترازية فرعاياها ليسوا من أولى اهتماماتهم..
في السعودية نحن محسودون على النعم التي نعيشها، وسيكتب التاريخ بأن وطننا الغالي احتضننا بحب وأبعدنا عن هذه الجائحة العالمية، وقدم الغالي والنفيس من أجل المحافظة علينا..
الشعب بادل القيادة الرشيدة والحكومة المحبة، والتزم بكل ما يطلب منه من أجل تخطي الأزمة.. فكانت رواية حقيقية تعكس حجم الحب للوطن الغالي وقيادته وحكومته، وفي كل أزمة تظهر هذه المحبة..
لو عاش كاتب رواية “الحب في زمن الكوليرا” الراحل عام 2014، وشاهد هذه المحبة لدينا ماذا سيكتب حينها؟
علينا أن نحمد الله سبحانه وتعالى ونشكره على نعمة المملكة العربية السعودية، ونطبع قبلة على جبين كل شخص يعمل في مختلف المجالات لحمايتنا من هذا الوباء، وقبلة أخرى لكل ملتزم في منزله..
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وسدد خطاهما..