الشلولو
يعالج الكورونا
في عالمنا نقابل أشخاصاً لا يعرفون كلمة “لا نعرف”، يفتون في أي موضوع، ودائمًا ما تكون إجاباتهم مربوطة بالثقة، فلا تستطيع أن تعارضهم، فمن الممكن أن تتحول إلى فريسة سهلة لهم، لذا عليك أن تهز رأسك لحين يأتي شخص وينقذك بتغيير الموضوع أو يفصل أمر ما سيل المعرفة الذي لا ينتهي لدى هؤلاء..
في حال ارتبط الأمر بالكلام فهو هيّن لكن المصيبة عندما يكون ملموسًا فيطلبون منك أن تجرّبه لتصدق كلامهم، حينها لا ينفع هز الرأس فعليك أن تتذوق اختراعاتهم.. وأنت ونصيبك..
هؤلاء يكثرون في محلات العطارة أو الأشخاص الذين نصبوا أنفسهم أطباء في الطب البديل، ولكنهم لم يتعنوا دراسة السبعة أعوام في كلية الطب، فشهادتهم هي “نعرف كل شيء”، ولا تحتاج إلى مقاعد دراسية بل إلى لسان قوي الحجة يقنّع المتلقين..
عندما تدخل محل عطارة أمامك دوران تقمصهما لا ثالث لهما، فإما أن تكون مقتنعًا بما تسمعه وتشاهده من الباعة الذين تحولوا إلى أطباء ويقودونك من رف إلى آخر، بعد أن تعرض عليهم مشكلتك ووقتها ستدخل في دوامة لن تخرج منها.
والدور الثاني هو أن تتعامل مع المحل وكأنك قطعت تذكرة حضور فيلم كوميدي في السينما وتضحك على ما تشاهده من تسميات وتلاعب من بعضهم.. تذكرت عادل إمام في فيلمه الخالد “المتسول” عندما دخلت عليه سيدة وهو يعمل في محل عطارة وطلبت أن يحضر له “رجل عفريت”، فلم يعرف أين موقعه وسألها لماذا تريده فقالت بأنها ستطعمه لصغيرها كونه أبكم من أجل أن ينطق..
هنا عادل إمام تفنن في الرد عليها، وقال لها: “البتاع الخشب ده هو رجل عفريت، وتدّيه طفللك الأخرص علشان ينطق، بلا هبل يا ست ده خشب راعي المحل بيجيبه من مخلفات العمارات”.. غادرت السيدة مقتنعة بكلامه.. وغادر معها الزعيم “المتسول” مفصولاً عندما سمعه صاحب المحل..
في جائحة كورونا، كثر المفتون في العطارة والطب البديل وفي كل مرة نسمع عن علاج، أحدهم يعلن عبر إحدى القنوات التلفزيونية عن اكتشافه علاجًا وقال: “الشلولو يعالج الكورونا”.. المذيع استغرب منه فطلب التوضيح ورد بأن الشلولو وهو الملوخية الناشفة..
آخر يقول ضع طحينة وبقدونس وملح وليمون ومن ثم استخدمها لعلاج الوباء، ولكن على حد علمي بأن هذه وصفة خلطة الفول..
وسط عجز العالم في الحصول على علاج للفيروس المستجد، كل يفتي على دوائه.. وعلينا أن نكون أكثر حذرًا واتباع التعليمات من قبل وزارة الصحة والجهات المختصة في الأدوية والابتعاد عن مستلّقي الأزمة والمستنفعين بحجة أنهم “يعرفون كل شيء”..