الرهيدي
والفراج..
تمثيل أم تهريج؟
في مباراة مهمة.. الترقب يتسيد.. الخوف يسيطر.. المدرب يطلب من لاعبه “المجتهد” في مركز الوسط أن يراقب صانع ألعاب الخصم “الموهوب” ويكون كما ظله في الملعب ليحد من خطورته.. اللاعب ينفذ توجيهات المدرب بدقة، وبين شوطي المباراة لحق به إلى غرفة تبديل الملابس قبل أن يمسكه زملاؤه ويسألوه عن السبب فأجاب بأن المدرب هو من طلب منه ذلك، وفي الشوط الثاني يسجل الخصم الموهوب هدفًا وانطلق ليحتفل بالهدف فواصل لاعبنا الركض خلفه وسط دهشة الجميع، فهو كأنما يحتفل معهم، اللاعب فقط يريد أن يرضي مدربه الذي أخرجه من المباراة فورًا وأجلسه بجانبه..
تلك القصة التي رواها لي أحد اللاعبين السابقين، تبرهن على أن الموهبة ليست بالتلقين أو الحفظ، لكنها هبة من الله سبحانه وتعالى، لذلك يطلق عليها الغرب في بعض الأحيان Gift دلالة على أنها هدية من الخالق للمخلوق..
محظوظ هو من يعرف موهبته، ويسعى إلى تطويرها، وتتسلمها أيادٍ أمينة فتجد أرضًا خصبة لاحتضان بذورها فتلقي ثمارًا نستمتع بمذاقها، كما نحن مستمتعون حاليًا بأداء النجمين خالد الفراج وعبد المجيد الرهيدي في شاشة رمضان لهذا العام..
الفراج والرهيدي.. تجربتهما على الشاشة حديثة نوعًا ما، لكنهما سعيا إلى تعزيز موهبتهما في التمثيل منذ زمن طويل، فخالد كان حضوره من خلال البرامج الكوميدية على اليوتيوت، وبعد ذلك طور موهبته ووجد من يحتضنها ودخل في عالم التمثيل فلمع نجمه، وعبد المجيد هو الآخر عرف موهبته من الصغر فسلحها بالعلم، فشارك في أعمال مسرحية عدة داخل السعودية وخارجها وبرامج تلفزيونية وأفلام أيضًا..
في مسلسل مخرج 7، كان لحضور الثنائي دور مهم في نجاح العمل، إذ استثمرا المساحة الجيدة في إبراز موهبتهما، وكانا معًا أيضًا في مسلسل المليار ريال، ولكن الوهج في الأول أقوى بحكم المتابعة الأعلى ووجود أسماء لامعة محفزة على النجاح..
هناك أشخاص لا يقتنعون بالأسماء الجديدة، فلديهم أساطيرهم فلا يرون غيرهم، وفي نقاش مع أحدهم حول ما قدمه الفراج والرهيدي من عمل مميز أبهجا به شاشة رمضان، يرد بأن ما يشاهده من كوميديا لا يتخطى التهريج، أجبته بأن عليه أن يتابع قناة ذكريات ففكره وذائقته ليسا لهذا الزمان..
النجمان خالد الفراج وعبد المجيد الرهيدي فرضا نفسيهما على الساحة بقوة موهبتهما فخطفا الأضواء من ممثلين لهم سنوات طويلة في الخدمة، وليس هذا رأيي فقط، بل رأي الكثير ممن رٌصد تفاعلهم في وسائل التواصل الاجتماعي..
ختامًا، الطريق أمامهما لا يزال طويلًا وعليهما أن يكونا أكثر ذكاءً وحذرًا في اختيار الأعمال الجديدة، ليستمرا في التألق، فلا يمكن للموهبة أن تُرى وسط الغبار.