سامي يهزم فريق الضجيج
كعادته جاء الظهور الرمضاني الأخير للأسطورة سامي الجابر مبهراً ومقنعاً في الوقت نفسه، على عكس ما كان يتمناه أصحاب النوايا السيئة وأنصار فرقة الضجيج، وما أكثرهم اليوم.
وسامي الجابر الذي حاول تأصيل حقيقة أن النصر ليس منافساً للهلال، لا في السابق ولا في الوقت الراهن، هو في الواقع تحدث عن حقيقة معروفة تدعمها الأرقام وفارق البطولات الكبير الذي يقف كعلامة فارقة بين الناديين، حتى إن حاول بعضهم التملص منها والهروب إلى الضجيج المعتاد في كل مرة.
وبالتأكيد أنه لا يمكن المقارنة إطلاقاً بين فريق يحتضن بين جنباته 59 بطولة بآخر لا يملك سوى 25 بطولة، والمقارنة بين أرقام كتلك باطلة ولاتستقيم أبداً إلا عند أولئك المنشغلين بالضجيج ولا غيره.
هذه حقيقة معروفة وثابتة حتى عند أصحاب الضجيج أنفسهم، والتسمية الأخيرة هي الأجمل ولكنهم يرفضون الاعتراف بها عند أنصارهم خوفاً من ردات فعل جماهيرية عاطفية، ربما وضعتهم في مواجهة عاصفة معهم.
والمتابعون يدركون تماماً أن فوز النصر على الهلال بمثابة البطولة، في حين أن العكس لا يعني شيئاً عند الهلاليين سوى إسكات للضجيج، خاصة أن الفارق بين الهلال والنصر في عدد البطولات أصبح بعدد السنوات الضوئية، وهذه حقيقة مؤلمة وموجعة يحاول أنصار “الضجيج” إنكارها وعدم التسليم بها رغم أنها حقيقة ثابتة لا تقبل الشك والجدل.
وما قاله النجم الأسطوري سامي الجابر الذي مر بتجارب عديدة كلاعب عظيم وإداري محنك ومدرب كبير ورئيس لزعيم الأندية السعودية وهي تجربة قل أن تتوافر لنجم آخر، كان كلاماً واقعياً تدعمه الأرقام، وهو بالمناسبة لم يكن حديثاً مستنكراً، بل جاء متماشياً تماماً مع ما قاله واعترف به في مراحل متفاوتة نصراويون كبار على غرار أسطورة النصر التاريخية ماجد عبد الله وفهد الهريفي ويوسف خميس الذين اعترفوا بتفوق الهلال وزعامته واعتبروه فريقاً يغرد خارج السرب وطالبوا الآخرين بتقليده ومنهم النصر ومن هم في دائرته من بقية الأندية.
أعلم مسبقاً، أنه ما من حل ناجع يضمن اختفاء أصحاب النوايا السيئة وتلاشيهم عن المشهد الرياضي برمته، سوى مواجهة حاسمة مع هواة التضليل والتدليس وتنقية الوسط منهم، وما من طريقة أخرى لإخراس الضجيج وكتم أنفاسه سوى “الفوز”، وهي ستكون بمثابة البطولة لمن لا يبحث إلا عن الحقيقة، والحقيقة فقط.